تفاقمت الحالات المراجعة من الإصابات الانتانيّة والمعدية، لدائرة الأمراض السارية والمستشفيات الحكوميّة في السويداء خلال الأشهر الماضية، وسط عجز حكومي عن تأمين الأدويّة الاستطبابيّة.
الدكتور اميل هنيدي، أكد في تصريح لصحيفة الوطن، ازدياد حالات الإصابة بالحمى المالطية في المحافظة، خلال شهري أيار الماضي و حزيران الحالي. حيث وصل عدد المصابين خلال الشهرين، إلى 80 حالة من أصل 215 حالة تم تسجيلها منذ بداية العام الحالي. “ولكي لا تتحول إلى وباء لابد من التركيز على الوقاية التي تتلخص بغلي الحليب ومعالجة الأغنام المصابة بالضرورة”.
هنيدي أشار إلى أنّ المشكلة الأكبر، عدم توفر الدواء المناسب من وزارة الصحة، لتغطية كل الحالات، ما يدفع المريض إلى شراء الدواء على حسابه الخاص والذي يعتبر باهظ الثمن ومكلف للغاية، يصل لملايين الليرات.
وعن تكاليف العلاج أوضح أنّ حبة الريفا وهي أحد الأدوية تصل تكلفتها إلى عشرة آلاف ليرة، للحبة الواحدة، مع حاجة المريض أحياناً إلى مئة حبة وهو مبلغ كبير جداً، إضافة إلى أن إبرة الستربوتوماسين وهي النوع الثاني من الأدوية تصل تكلفتها لدى القطاع الخاص إلى 90 ألف ليرة للإبرة الواحدة، ويحتاج المريض لحوالي 5 إبر لكورس العلاج.
وأضاف أنّ الكثير من الأمراض نادرة التسجيل في السويداء، تمّ تسجيلها كاللاشمانيا المعروفة بحبة حلب، وازدياد اصابات داء الكلب (السعار) بظلّ عدم توفّر اللقاح والمصل المضاد بالكميات المطلوبة، ما يفاقم خطورة الحالات المراجعة لمشافي المحافظة.
رئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة في السويداء الدكتور إميل هنيدي، شدد على ضرورة تعاون المؤسسات الخدمية والبلديات والبيئة في ترحيل القمامة ومكافحة ظاهرة الكلاب الشاردة، وأشار هنيدي إلى أن عدد المراجعين للشعبة بشأن الإصابة باللاشمانيا وصل إلى 200 مراجع تقريباً تم تسجيل 27 حالة إيجابية منهم.
لافتاً أنّ خطورة تلك الأمراض بوصفها ناقلة للعدوى وخطيرة الأعراض، تأتي أسبابها بالوضع البيئي الراهن في المحافظة حيث أن مصدر الإصابات، القمامة المتخمّرة والمتراكمة، والمستنقعات، والمياه الآسنة، والقوارض، إضافة إلى وجود الكلاب الشاردة التي تسبب اللاشمانيا الحشوية والتي تعتبر حاضنة للبكاتيريا المسبّبة لها.
وكشفت السويداء 24، مطلع شهر حزيران الجاري، عن تزايد حالات إسعاف مصابين سعار الكلب نتيجة العضّات من الكلاب الشاردة أو المقتناة داخل المنازل، مع ندرة اللقاح المخصص لداء الكلب، وانقطاعه أحياناً، بسبب عدم توريد كميات كافية من دمشق، ووثّق على إثرها تعرض طفل لعضّة كلب شارد، في مدينة شهبا، وقال والده إنه أسعفه إلى مشافي المحافظة، ولم يجد فيهما اللقاح المخصص.
التقصير الحكومي الذي أصاب مفاصل الدولة كاملةً، صبّ في كلّ طرقه وسواقيه على صحّة المواطنين، فمن جهّة صار واقع النفايات في الشّوارع يزري ويفوق الوصف، ومن زاوية أخرى، خلت المستشفيات من أبسط أنواع الاستشفاء كاللقاحات والأمصال المضادة، التي تتعلّق عليها حياة المصابين أحياناً. وفي العموم شاعت ندرة توفّر المحروقات والكهرباء، حتّى صارت المنتجات الغذائيّة وسلامتها أخر الاهتمامات للمواطنين، بمثال الحليب الطازج ووجوب غليانه جيدًا، بحيث أنه يعتبر من حاملي أنواع بكتيريا البروسيلا المختلفة، والتي تعدّ مسبباً للحمى المالطيّة.