بمليار ليرة.. هل تسعى العائلة الحاكمة لتحسين صورتها بالسويداء؟

أعلنت محافظة السويداء، عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، عن منحة ستقدمها مؤسّسة العرين الإنسانية، لتوزيع مائة ألف ليرة سورية، لعشرة آلاف أسرة في السويداء، مشيرة إلى اعتماد الأسماء وفق “روائز معينة” بالتعاون مع البلديات، وسيتم توزيعها من خلالها في القرى والبلدات وفق القوائم المعتمدة.

الإعلان الذي وضع خطفاً، دون أي نصّ توضيحي حوله وحول خلفيته، أثار تساؤلات عدّة من أبناء المحافظة، عن طبيعة هذا “السخاء” الكمّي، بكتلة الأموال، وما يقابله من ضعفها موزّعة على عشرة آلاف عائلة. إذ تبلغ قيمة المبلغ، الذي تم الإعلان عنه، مليار ليرة سورية، بمعدل مائة ألف لكل عائلة، حصلت عليها بعض العائلات بالفعل، خلال اليومين الماضيين. ولا تتجاوز المائة ألف ليرة، بحساب الصرف اليوم، 25 دولار أمريكي.

مؤسّسة العرين ظهرت بشكل مفاجئ، عام 2020، بالتزامن مع الخلاف داخل العائلة الحاكمة في سوريا، الذي أدى لإقصاء رجل الأعمال الشهير، رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، والاستيلاء على شركاته ومؤسساته، ومن ضمنها جمعية البستان الخيرية، التي يبدو أن مؤسسة العرين، حلّت مكانها، واستولت على بعض مكاتبها.

موقع سناك سوري، ذكر قبل سنتين، حصوله على نسخة من ترخيص المؤسسة، التي “تعمل على تنمية التجمعات السكانية وتحسين البنى التحتية وإقامة مشاريع اقتصادية لتعزيز فرص العمل لسكان هذه التجمعات بما يتوافق مع توجهات الدولة”. وأكد سناك سوري، أن ترخيصها صادر عن وزارة الشؤون، أي وفق قانون الجمعيات، “إلا أنه لم يتم ذكر مجلس إدارتها بالترخيص الممنوح لها”.

وتنشر المؤسسة، على صفحتها عبر الفيس بوك، جانباً من نشاطاتها المتمثلة بمساعدة قتلى ومصابي الجيش السوري، والأسر الفقيرة، وانطلق نشاطها في الساحل السوري، وتوسع إلى باقي المحافظات، أخرها السويداء، التي أعلنت المؤسسة توزيع مليار ليرة سورية فيها. وغالباً ما تنشر مؤسسة العرين نشاطاتها، على أنها بتوجيه ورعاية من بشار وأسماء الأسد، ما يشير إلى أن الجمعية تعمل بشكل مباشر، بقرار رأس السلطة في سوريا.

مؤسسة العرين، ودخولها إلى ميدان العمل “الخيري” في سوريا، الذي صار مصباً للجمعيات والمنظمات المنطوية بأموال مجهولة المصدر خلفه، لا يفسر الناشطون في السويداء إعلانها بمنح مليار ليرة كمساعدة مالية خيرية، إلّا بالدعاية والإعلان الهائل، للدخول إلى ساحة المحافظة، واستغلال الأوضاع المعيشية القاسية، بهدف تحسين صورة العائلة الحاكمة، التي تراجعت شعبيتها بشكل كبير خلال السنوات الماضية، على وقع الأوضاع المتدهورة.

ويبقى المؤكد حول مؤسسة العرين، أنها جمعية ضخمة التمويل والإمكانيات، لم تكن خلفاً بامكانياتها و سلوكها المطابق في سوريا، سوى لجمعية البستان الخيرية، التي كان يشرف عليها رامي مخلوف، وتحوّلت إلى ميليشيا قتالية فيما بعد، ارتكبت انتهاكات فظيعة، لتأتي اليوم العرين بعدها، باسمٍ دعائيّ، وسخاءٍ صوريّ.