يزحف صوب الشباب الثلاثيني في سوريا، موتٌ خاطف، لا يقلّ عن حصاد الحرب لأرواح من سبقوهم من أبناء جيلهم، إذ تؤكد تقارير صحفية، إرتفاع غير مسبوق، لمعدلات السكتات القلبيّة لفئة الشباب.
بين حين وأخر، تتداول صفحات التواصل الاجتماعي في السويداء، نعوات وفاة لشباب تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين عاماً، مع الإشارة إلى أن السبب: أزمة قلبية.
في حديث للسويداء 24 مع أحد الأطباء، أوضح أنّ تسجيل حالات الوفاة المفاجئة لدى الشباب، ازداد في الآونة الأخيرة بشكل كبير، مرجعاً تلك الحالات للعوامل النفسيّة الضائقة على أحوالهم لا سيما الإقتصاديّة منها بالدرجة الأولى.
وبيّن الطبيب، أنّ عوارض التعرّض للجلطات عند الشبّان تعتبر من أخطر الأزمات الصحيّة المباغتة، التي لا تفسح المجال أمام تدخّل طبيّ لإنقاذ حياتهم، أو زمناً للعوارض السابقة يؤشر على وضعهم الصحي.
المصدر أكّد بحديثه إنّ ما وثقته محافظة السويداء لوحدها خلال الأشهر القليلة الفائتة، من اصابات بسكتات قلبيّة بين الشباب وجميعها أدت للوفاة، يؤكد ميل تلك الحالات للضائقة التي حلّت عليهم بريعان شبابهم وأولها المادية.
مشيراً إلى أنّ العوامل النفسيّة، كتأمين حقوقهم ورفع معاناتهم التي حملوها بسنٍ مبكر مع أهاليهم، وأهمها حقوقهم البسيطة التي أصبحت أحلام، تحتاج وحدها لمعالجة نفسية طويلة ولحلول من الصعب على المجتمع أن يتفهمها. غير أنّ العوامل الوراثية والتدخين والنرجيلة والبدانة ونمط الحياة، جميعها تلعب دوراً خطيراً بوقوع السكتة القلبية.
الدكتور حسام خضر، اختصاصي بالأمراض القلبية، كان قد صرّح لصحيفة تشرين المحليّة، بأنّ ارتفاع معدّلات مشاكل القلب لدى الشباب البالغين من العمر الـ30 عاماً وسطياً، أصبح لافتاً ازدياده و وقوع حالات الوفاة جرّائه، وبأنّ أقسام القلبية في عموم المستشفيات بالمحافظات، باتت تسحّل بأعداد كثيرة قبول شباب بسن الـ30 مصابه بالإحتشاء القلبي.
ليكشف رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي في دمشق، زاهر حجو، عن ارتفاع نسبة الوفيات بين الشبّان نتيجة الإصابة باحتشاء عضلة القلب، بازدياد ملحوظ وخطير، ليحذّر رئيس قسم الإسعاف في الهيئة العامة لمشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب بدمشق، منار العقاد، من زيادة الأزمات القلبية بين الشباب خلال الفترة الأخيرة، وبأنّ نسبة مراجعي إسعاف المشفى بهذا السن، بلغت نحو 10 في المئة مؤخراً.
محافظة السويداء، سجّلت في الآونة الأخيرة، عدداً غير مستهان بالسكتات القلبيّة لدى الشباب، ذكوراً كانوا بمجملهم، وتراوحت أعمارهم جميعاً من 28 إلى 42 عاماً، منهم من كان مغترباً بخثاً عن رزقه وأخر زفّ عريساً منذ بضعة أشهر ليسمّى فيما بعد بعريس المقابر، وأخرون يعملون بكامل مجالات الحياة بدأ من المياومين إلى المحامي ومدرّس الجامعة. ومع هذا كلّه، تبقى صفة هذه الأجيال، هي الموت المحقق أمام حروب المكاسب السياسيّة وأزمات الطمع السلطويّ برفض حلول جديّة لأزمة للبلاد!