السويداء: تجار التفاح يشاركون الدولة في نهب الفلاح

كالعادة ومع كل موسم، يأمل مزارعو التفاح في محافظة السويداء ببيع مواسمهم بأسعار تنعش حالتهم المادية، إلا أن سماسرة التفاح والتجار باجتماعهم السنوي قبل البدء بشراء المواسم بأسعار زهيدة يدحضون كل هذه الآمال.

تكاليف المواسم هذا العام كامت خيالية كما يصفها أصحاب بساتين التفاح. إذ تحتاج أشجار التفاح إلى ما لا يقل عن 4 رشات بالمبيد الحشري الذي باتت أسعاره تحلق هذه الأيام، وتكلفة الصهريج الواحد منه تتراوح ما بين 100 و 150 ألف ل.س، فضلاً عن تكاليف الجرارات العاملة على المازوت والعمال.

وبحسبة بسيطة مع إضافة تكاليف العناية بالأرض من حراثة متكررة وكذلك تكاليف تقليم الأشجار نجد بأن الكيلوغرام الواحد يكلف الفلاح مبلغاً يتراوح ما بين 400 و 500 ل.س.

تجار التفاح يدفعون هذه هالأيام أسعاراً بخسة مقارنة بتعب وتكاليف الفلاحين  ما بين 700 ل.س و 900 ل.س للكيلوغرام الواحد متجاهلين تماماً التسعيرة التي وضعتها السورية للتجارة لشراء المواسم والتي بدأت من سعر 700 ل.س وحتى 1650 ل.س للكيلو الواحد حسب الحجم واللون ..

لماذا الفلاح لا يبيع موسمه للسورية للتجارة ؟؟

يخضع التفاح الذي تشتريه السورية للتجارة لفرز دقيق وأحياناً مزاجي إذ تستبعد الثمار التي أصيبت بديدان التفاح وهو أمر طبيعي وشائع عند غيرها، إلا أنها أيضاً لا تشتري الثمار التي ضربتها أشعة الشمس وكذلك التي خدشتها الأغصان ولو خدش بسيط بالإضافة للثمار التالفة أثناء عملية الجني حتى ولو كانت نسبة التلف 1%.

يضاف إليها الثمار ذات الأحجام أقل من ثالث وبالتالي تكون السورية للتجارة قد أخذت أقل من ثلثي الموسم ورمت بباقي الثمار في وجه المزارع، فضلاً عن تكاليف القطف والنقل التي يتحملها للفلاح أيضاً، مما يجعل خيار البيع للسورية للتجارة كابوساً لأصحاب البساتين.

ويشير أحد الفلاحين إلى أن ثمرة التفاح ليست كغيرها من الثمار فهي حساسة لكافة الظروف التي قد تمر عليها خلال فترة النمو من أحوال الطقس وعدد الحشرات الكبير الذي يتطفل عليها، مما يفرض على الفلاح مبالغاً طائلة ثمناً للمبيدات المكافحة لها، فضلاً عن تكاليف التقليم والعناية بالأرض اللازمة للإستمرارية.

ونبقى أمام هذا الواقع المزري، كل طرق العيش الكريم في هذا البلاد بات يراها المواطنون البسطاء محدودي الدخل، منهوبة ولا نتائج حقيقية لها، بفضل سياسات الحكومة الرشيدة المتسلطة على أرزاقهم ..