السويداء: “تقنين المقنن”.. انخفاض حاد لمخصصات الوقود

من جديد، خفّضت الحكومة السورية مخصصات محافظة السويداء، من البنزين والمازوت، في ظل أزمة وقود خانقة تعيشها المحافظة، يبدو أنها ستتفاقم في الأيام القادمة.

وتُبين الجداول التي اطلعت عليها السويداء 24، أن طلبات المازوت انخفضت من 8 إلى 5، اليوم الأربعاء، فيما لم ترسل الحكومة إلّا طلبي بنزين اثنين، بعدما كانت المخصصات أربعة طلبات يومياً، في الأسابيع الماضية.

التقنين الحاد في مخصصات المحافظة من المحروقات، طال جميع القطّاعات من مؤسسات حكومية كالمياه والكهرباء والصحة والاتصالات، وأيضاً قطّاع النقل، الذي يمر بأزمة قاسية في الفترة الماضية، تكاد تشل حركة المواطنين، لاسيما الموظفين والطلّاب، وعوضاً عن إيجاد حلول، تواصل الحكومة سياسة تقنين المقنن.

أحد السائقين في بلدة عرى غربي السويداء قال في اتصال مع السويداء 24، إن مخصصاتهم انخفضت أكثر من 50%. مضيفاً: كانت مخصصات سرافيس وباصات بلدة عرى حوالي 160 ليتر للآلية الواحدة، كل عشرة أيام تقريباً، ويوم الأمس لم يبيعونا إلّا 50 ليتر. معتبراً أن هذا التخفيض سيفاقم أزمة المواصلات بشكل حاد.

كذلك صرّح مصدر في مديرية الاتصالات، للسويداء 24، أن تخفيض المخصصات سيؤدي إلى تراجع خدمة الاتصالات المتراجعة أصلاً، بسبب ضعف تغذية الكهرباء. مشيراً إلى أن الكثير من المقاسم تعتمد على المحروقات لتعويض النقص في الكهرباء، و”بالتالي الأمور إلى الأسوء”، على حدّ وصفه.

وتبلغ حاجة المحافظة في الحد الأدنى، 14 طلب بنزين، و20 طلب مازوت، بحسب مصدر في المحروقات، وقد خفضت الحكومة السورية المخصصات، عدة مرات منذ شهر شبط/فبراير الماضي، إذ تزيد نسبة التخفيض عن 200%

تخفيض المخصصات، يأتي بعد تصريحات حكومية عن صعوبات في تأمين واستيراد المحروقات، والشمّاعة جاهزة دائماً: العقوبات والحصار. فهل ما يزال بال الحكومة وإعلامها مشغولاً على الأوروبيين وكيف سيؤمنون المحروقات ؟ وإلى أين تتجه الأوضاع مع هذا التخلي الواضح من الدولة عن دورها الرعائي ؟