يوميات أبو سليم: حكومة “دبور اللوز”

اجتمع رجال الحارة في مضافة ابو سليم بعد أن دعاهم للسهرة بأواخر أيام الصليب الكبير، وأوصى ام سليم بأن تعدّ لهم ضيافة منسف رز بحليب فقد استلم التموين من مادتي السكر والرز يوم أمس. رحب ابو سليم بضيوفه وأخذ الجميع يتجاذبون اطراف الحديث المعتاد عن غلاء الأسعار وفقدان وقود التدفئة وانقطاع الكهرباء……و…الخ.

وضع ابو سليم منسف رز بحليب وقال: اتفضلو يا غانمين ..لا تواخذونا..عالميسور..اتفضلو..
-ميسور الغانم يا بو سليم هاذي أحلى ضيافي.. حلّي سنونك.. وما بدها غير تحريك حواجب.. قال أبو منير. ثم أردف أبو حسن :آآ والله.. منشان سنانا.. وعهل الغلى مين قادر يصلّح سنانو..”. فردّ أبو خليل -وهو من الظرفاء أصحاب النكتة- معلوم.. بقولولك صارو يفصلو تركيبة -طقم سنان- وحدة لكل الحارة.. وعاملين عليها دور.. ضحك الجميع.. وقال بوعطا: والله لازم يفصلو ثنتين لكل حارة…وحدي للاحمين مثلك و وحدي للنباتيين مثلينا.. ههه. فأجاب أبو خليل: استنا شوي يا بو عطا.. عَ لوضع ها.. وبهالعهد الميمون.. معش في حاجي للسنان.. لأنو الكل بدو يصير هوائي.. يعني كلنا منا ناكل هوا.. بعيد عنك يا شيخنا.. وجّه حديثه للسايس.

يتسلى الكل ويضحك..ما عدا أبو جزاع، فقد بدا مهموماً مكفهرّ الوجه.. ما دعا ابو سليم يقول له: شوباك خي بوجزاع..؟! مَ تضحك معنا يا زلمي..!! أول الدنيا بكرا.. وما حدا ماخذ معو شي.. تدخّل بوخليل: ليش خلّلولنا شي ناخذو الله يا خذهن…”. ضحك الجميع أيضاً ما عدا أمين الفرقة الأستاذ أبو باسل و المختار الملتزم معه حتى بحركات الوجه.. واحتفظا بتعبير الإبتسامة الصفراوية المتوعّدة والمسايرة الخاصة بالقيادة.. بعدها أجاب أبو جزاع: والله يابو سليم كنت اليوم بمشروع كروم اللوز.. وشوفه ما بتسر الخاطر.. دبور اللوز.. كل الحمل منصاب بالدبور .. وبتشوف الشجر مشنشل بجراس فاضي.. بتمسك الحبّي بتسحنها بايدك وبتهر مثل قميص اللكس، الدبور أكل اللب وما خلا شي بالحبي..”.

تنحنح الشيخ ابراهيم منبهاً الآخرين بأنه سيتحدث: يا جماعة..! نحنا كلنا ورثنا كروم اللوز من بياتنا وجدودنا واستلمناها نظيفة ومكنش فيها ولا آفي وكانت مواسمنا خير وبركي من رب العالمين.. وهاي إرادة الباري تعالى.

قال أبو رياض: يا شيخنا رب العالمين ملوش دخل.. من يوم إجانا دبور اللوز -بو تصليحة- بلش ينخر فينا للعظم.. قاطعه أبو خليل : يعني قصدك دبور اللوز صار دبور مصاص.. وعقائدي كمان..؟ تدخل أبو سليم: خليها لربك.. بلا منحكي بالسياسة أحسن.. لأنو بقول المثل: صح ما متت، بس شفت الي مات.. يا زلمي إذا بدك تقول إنو بس بدنا نعيش.. ببلشو عليك قواس.. خلينا ساكتين أحسن.

هنا تدخل الرفيق ابو باسل معترضاً: لا يا أخي حكي وطالب بس ما تخرب.. وتعتدي على أملاك الدولة.. وشفنا شو صار من اسبوعين.. من تدمير وتكسير لأملاك الدولة من المتآمرين عليها.. قال ابو كريم: أف..أف يا زلمي..! متكسرت وتدمرت مدن وبلاد ما ظل فيها حجر عَ حجر بالطيران وغيرو.. والعالم كلو ظل ساكت.. إسا كرستين وطاولة عملتلنا ياها شغلي…؟!!!”. اجاب ألو خليل بعد أن غمز الحاضرين بعينه: يا جماعة خلينا بدبور اللوز.. أني بقول مفش علاج إلو غير الحرق.. أو يتقلعو الشجر من شروشو وبتزرعو نصب جديد.. وعيش يا كديش.. ان قدرت تعيش..”.

قام ابو باسل والمختار واعتذرا عن إكمال السهرة بسبب أن لديهما عملاً بكرا.. أو لديهما أشياء أخرى.