السويداء: “دعوة لكل أطياف المجتمع”.. إلى ساحة الكرامة

جدد نشطاء الحراك الاحتجاجي في محافظة السويداء دعواتهم لاستئناف حراكهم الاحتجاجي الداعي للتغيير السياسي، والمندد بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، يوم غد الاثنين.

ثلاثة اعتصامات في الأسابيع الماضية، كسرت صمتها لافتات رفعها المحتجون بشعارات متنوعة، تتصدرها المطالبة بحلول سياسية واقتصادية، يرى نشطاء الحراك أنها قد تنقذ بلداً بات كسفينة تغرق. ساحة السير وسط مدينة السويداء، كانت مسرحاً لتلك الاعتصامات، ويرغب النشطاء بالحفاظ على شكل الاحتجاج، ومكانه، وتوقيته.

غداً الاثنين من الساعة الثانية عشرة إلى الواحدة ظهراً، موعد الوقفة الرابعة على التوالي في مدينة السويداء. وقد دعا المحتجون أهالي السويداء وجميع السوريين للحراك السلمي عبر صفحاتهم “الدعوة مستمرة ومفتوحة لكل أطياف المجتمع وقواه وهيئاته، نتوجه بالشكر لكل من تضامن معنا في مدن سوريا الحبيبة ونجدد الدعوة لنلتقي جميعاً في وقفة واحدة بساحات الوطن”.

وتعيش محافظة السويداء حراكاً شعبياً منذ العام الفائت، تنوعت مظاهره، في ظل انسداد افاق الحلول السياسية والاقتصادية، وتدهور الظروف المعيشية. عام 2022، كانت كل دلالته تشير لاستياء وغضب شعبي واسع من السياسات الأمنية والاقتصادية، فمن مظاهرات سلمية وحركات منظّمة للتعبير عن الاحتجاج، في المدن والأرياف، إلى مظاهرة غاضبة اقتحمت مبنى المحافظة وأحرقته، وما سبقها من انتفاضة مسلحة ضد جماعات شكلتها المخابرات العسكرية وحاولت إذلال السكان.

وفي وقت لا تقدم السلطة أي تنازلات سياسية، وتدّعي عدم قدرتها على تحسين الظروف الاقتصادية؛ تكتفي بتخفيف القبضة الأمنية، والتعامل بمرونة مع المشهد الأمني، لكن هذه السياسة ربما تؤجل انفجاراً مجتمعياً، فكلما تدهورت الأوضاع، ازداد معها غضب الناس، والشواهد كثيرة في العام الماضي.

يبقى مهما التعويل على وعي منظمي الحراك الاحتجاجي، ورغبتهم النابعة من ضمائر السوريين، في تغيير ظروفهم، فقد قدموا نموذجاً مميزاً في التعبير عن مطالبهم، ويرغبون باستمرار هذا الصوت الذي أحيا آمالاً كثيرة، بضرورة الوصول إلى وطن حر وكريم، لتبقى قدرتهم على استقطاب عدد أكبر إلى الساحات، مرهونة بمدى تأثيرهم في الشارع، وتبني خطاب يحمل هموم كل السوريين.