في زمن فرضت فيه الظروف الاقتصادية انخراط المرأة أكثر بالوظائف وسوق العمل، تواجه النساء العاملات في سوريا معاناة في إجازة الأمومة التي تحددها قوانين العمل للأمهات بعد الولادة للاهتمام بأطفالهن، والتي تتناقص مع ازدياد عدد الأطفال.
ومع أن قوانين العمل السورية لا تحتوي مواداً تمييزية على أساس الجنس من ناحية الأجور وساعات العمل والتعويضات والتأمينات، لكن في القانون الأساسي للعاملين في الدولة، تُمنح ﺍﻷﻡ إجازة مدفوعة الأجر لمدة 120 ﻳﻮﻣﺎً للولادة ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭ90 ﻳﻮﻣﺎً للثانية، فيما تكون الإجازة لﻟﻮﻻﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ 75 ﻳﻮﻣﺎً فقط، وفق ما ذكر مصدر حقوقي للسويداء 24.
ويمكن للمرأة طلب ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻞ، لذا تطلب غالبية النساء الإجازة قبل شهرين من الولادة، وبالتالي تضطر الأم للعودة إلى العمل بعد 15 يوماً من ولادتها للطفل الثالث، و30 يوماً للثاني، و60 يوماً للأول.
انخفاض أيام الإجازة بحسب ترتيب الطفل، يحرم المولودين الثاني والثالث من حقهما في الرعاية الكاملة بعد الأشهر الأولى من ولادتهما، وخصوصاً في العائلات ذات الحالة المادية المتواضعة، والتي لا تستطيع المرأة أخذ إجازة بدون أجر لتبقى بجانب طفلها. وفي ظل انخفاض قيمة الأجور إلى مستويات غير مسبوقة، لا بدّ من إعادة النظر بفترة الإجازة المدفوعة المحددة للأم، خصوصاً للولدين الثاني والثالث، بحسب المصدر.
كما اقترحت إحدى الناشطات في حديثها للسويداء 24 حول حق الطفل والأم بإجازة كافية لضمان رعاية المولود وراحة الأم، أنه يجب تثبيت المدة المقترحة لأول ثلاثة أطفال، لمدة 120 يوماً، ومن ثم تخفيضها، بحيث يحقق ذلك راحة الأم وقدرتها على رعاية طفلها، وتحقق عملية تنظيم الأسرة من ناحية أخرى.
ولا سيما أن مراكز العمل شبه خالية من رياض الأطفال والحضانة، إذ اشتكت العديد من الأمهات العاملات في القطاعين الحكومي والخاص من عدم تجهيز أماكن العمل لروضات الأطفال أو على اقل تقدير أماكن تستطيع المرأة وضع طفلها فيه أثناء عملها.
ولا تغيب عن الاذهان صورة الأم التي كانت تعمل في فرن الخبز، وطفلها خلفها ينام على طاولة من الحديد.
فمعظم الدوائر الحكومية خالية من أي أماكن مخصصة لاستقبال أطفال العاملات والموظفات، بينما نجد أحيانا غرفا غير صحية ومظلمة، تُجبر المرأة على وضع طفلها فيها، ما يؤثر سلبا على الناحية الصحية والنفسية للطفل والأم بآن واحد.
يذكر أن مدة إجازة الأمومة مدفوعة الأجر التي يمنحها قانون العمل في سوريا للأمهات عند ولادة الطفل الأول، والمقدرة ب 120 يوماً، تعد الأعلى تقريباً بين الدول العربية، لكن تناقص أيام الإجازة إلى 75 يوماً للطفل الثالث، يعد رقماً متدنياً، فلماذا لا يتم توحيد عدد أيام الأجازات لأول ثلاثة أطفال ؟