السويداء: من يسرق مخصصات النقل الداخلي ؟

تتفاقم أزمة المواصلات في محافظة السويداء، على مختلف خطوط النقل في الريف والمدينة، وسط اتهامات من السائقين للجهات المعنية، بالتلاعب بمخصصاتهم المخفضة أصلاً، وخصم نسبة منها، دون تبرير الأسباب.

كاميرا السويداء 24، رصدت صوراً لتجمع العشرات عند دوار الباسل في مدينة السويداء، اليوم الاثنين، ينتظرون وسيلة نقل تقلّهم إلى مدينة شهبا. هو مشهد يومي يتكرر عند مواقف الانطلاق من المدينة، إلى أرياف المحافظة، لا سيما بعد الساعة الواحدة، وقت الذروة الذي ينصرف فيه الموظفون والطلاب.

“النا أكثر من ساعة ناطرين وهذا الحال كل يوم، يا بتدفع 5 آلاف ليرة لسيارات الأجرة، أو مضطر تنتظر ساعتين لتجي آلية نقل”، يقول أحد الموظفين من أهالي شهبا، الذي يتوجه إلى السويداء يومياً بحكم وظيفته، مضيفاً: “قدمت استقالتي من الوظيفة، الوضع لم يعد محمولاً ولست مضطراً أن أدفع الراتب الشهري أجرة مواصلات فقط”.

التبريرات نفسها تقدمها الجهات المعنية التي تلقي اللوم على السائقين، وتدّعي أن مخصصاتهم من الوقود كافية، لكنهم يبيعون جزءاً منها في السوق السوداء. بالمقابل أكد ستة سائقين على خطوط مختلفة، للسويداء 24، وجود عملية سرقة لجزء من مخصصاتهم، لا يعلمون أين تختفي ولصالح من تذهب هذه الكميات.

فقد اكتشف السائقون، أن ما لا يقل عن 25% من مخصصاتهم الشهرية، تُخصم من بطاقاتهم، ولا يحصلون عليها، منذ حوالي سنة، مؤكدين أن المخصصات التي يتم تخفيضها بشكل دوري، بالكاد تكفي الآلية رحلة ذهاب واياب واحدة يومياً. وتساءل السائقون: أين تذهب بقية المخصصات ؟ وهل يتم سرقتها منا لتعويض نقص وسرقة في ملف المحروقات ؟

كما علّق أحد السائقين على تقرير للسويداء 24: منذ 8 شهور يسرقون مخصصاتنا، هذه السرقة فقط في السويداء، والمخصصات موجودة على بطاقاتنا ولا نحصل عليها، الخط الذي نعمل عليه مخصصاته 420 ليتر، والآليات تحصل على 300 ليتر فقط، أين الباقي ؟ كانت المشكلة تُعلق على خالد طيفور مدير النقل السابق، ومنذ شهرين أُقيل طيفور والسرقة مستمرة، من المسؤول إذن ؟

وعلّق سائق آخر: يجب على الجميع أن يعرف عبر موقعكم المحترم أن مخصصات السرافيس يتم خصمها منذ حوالي سنة، ولا أحد يعرف لحساب من تُخصم المخصصات، إنها عملية سرقة واضحة، ومن يخصم المخصصات هو المسؤول عن تفاقم أزمة السير.

ويعدّ ملف المحروقات، من أكثر الملفات التي تتحكم فيها سياسات الفساد بشكل ممنهج، ضمن شبكات هرمية، تبدأ من بعض أصحاب المحطات، وحتى بعض السائقين، ولا تنتهي عند مدراء المؤسسات الحكومية، ورؤساء الأفرع الأمنية، وفرع حزب البعث، وفق تحقيقات عديدة كشفتها السويداء 24 في وقت سابق.

المحصلة، الخاسر الوحيد هو المواطن الذي يُحرم من مخصصات التدفئة، والنقل، والكهرباء والاتصالات، ويغرق في أزماته اليومية، مقابل مرابح خيالية تجنيها شبكات الفساد من ملف المحروقات.