السويداء عائمة على مياه جوفية.. والعطش يخنق أهلها

أكثر من 150 ألف ليرة سورية، يحتاجها المنزل الواحد في بلدة ملح شرقي محافظة السويداء، كأجور للمياه فقط، في وقت لا يتجاوز متوسط راتب الموظف شهرياً 130 ألف ليرة. فهل هناك دولة في العالم غنية بالمياه الجوفية، لا يكفي الراتب فيها حتى لشراء المياه ؟

هذا التساؤل، ورد كرسالة للسويداء 24، من أحد أهالي بلدة ملح، وهو موظف حكومي، بات يحتاج 20 ألف ليرة سورية فوق راتبه الشهري لتسديد ثمن نقلات المياه الخاصة، إذ يحتاج المنزل إلى ثلاث نقلات مياه شهرياً، ويصل سعر نقلة المياه الواحدة إلى 50 ألف ليرة سورية.

الشكوى ذاتها وردت من إحدى السيدات في البلدة، مشيرة إلى ان معاناة اهالي بلدة ملح تفاقمت منذ ثلاثة شهور، فالآبار لا تضخ المياه إلى بيوت البلدة، وصهاريج توزيع المياه التي تتعاقد معها مؤسسة مياه الشرب توقفت عن التوزيع، بسبب حالات فساد وسرقة. ولا حلول كالعادة، إلا استنزاف جيوب الأهالي وإجبارهم على شراء المياه بأسعار باهظة.

تبريرات المسؤولين عن المياه لا تتغير؛ قسم من آبار خازمة المغذية للمنطقة خارجة عن الخدمة وتحتاج لإصلاح وصيانة، والمحروقات لا تتوفر بكميات كافية لتشغيل المضخات، وتقنين الكهرباء جائر. هذا ما قاله أحد المسؤولين في شركة المياه، ولا جديد في روايته، المشكلة معلقة على الكهرباء، والأعطال، والمحروقات.

أحد ابناء بلدة ملح، قال في اتصال مع السويداء 24، إن الغضب والاستياء يتزايد بين الأهالي، فغالبيتهم غير قادرين على تحمل هذه النفقات الباهظة للحصول على المياه، مشيراً إلى أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إلى خطوات تصعيدية لا تحمد عقباها.

المعاناة في توفير مياه الشرب، لا تقتصر على بلدة ملح وحدها، فغالبية قرى وبلدات ومدن السويداء، تعاني من هذه المشكلة، في ظل تعطل عشرات الآبار، وارتفاع ساعات التقنين الكهربائي. ويلجأ المجتمع الأهلي في بعض المناطق، إلى جمع الاموال وتركيب منظومات طاقة بديلة، أو توصيل خط كهرباء معفى من التقنين لتغذية الآبار، بهدف مواجهة عوز المياه.

المياه، أدنى حقوق الإنسان، فلا حياة بدونها، بات الأهالي في السويداء العائمة على بحر من المياه الجوفية، يعجزون عن توفير ثمنها. ومهما كانت المبررات، المسؤولية تتحملها الدولة ومؤسساتها، التي لم تتوقف عن نهب ما تبقى في الجيوب، لكنها توقفت عن تقديم الخدمات، فإلى متى هذا الحال ؟

صورة من وقفة احتجاجية في بلدة ملح قبل شهرين.