سماسرة يتقاضون مبالغا باهظة لإنقاذ السوربين العالقين في السودان

كشف أحد أفراد الجالية السورية، من أهالي السويداء العالقين في السودان، عن تقاضي سماسرة مبالغاً مالية باهظة لإجلاء السوريين عبر شركة أجنحة الشام، في الوقت الذي تدّعي فيه الحكومة السورية اهتمامها بإجلاء العالقين.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن آلاف السوريين العالقين في بورتسودان منذ أكثر من شهر على تفجّر النزاع المسلح على السلطة في السودان؛ لا زالوا ينتظرون التزام الحكومة السورية بوعودها لإنقاذهم، وسط ظروف مأساوية تحيط بهم.

المصدر أشار إلى أنه اشترى تذكرة سفر إلى سوريا بقيمة 1000 دولار، علماً أن سعرها الفعلي في أجنحة الشام 450 دولار، لكن هناك سماسرة يحصلون على ضعف ثمن التذكرة لضمان حجزها. الملفت أن السماسرة يطرحون مزاداً لمن يدفع أكثر على ما يبدو.

فبعد أن اشترى محدثنا التذكرة، تفاجأ قبل يوم من موعد السفر، تبديل الحجز باسم شخص آخر دفع 1200 دولار ثمناً للتذكرة، ليسارع المصدر لإلغاء الحجز، واستعادة أمواله.

وحصرت شركة أجنحة الشام حجز التذاكر بمكتبها الرئيسي في شارع الفردوس بدمشق، ولا يمكن لأقارب العالقين في السودان الحجز، إلا من خلال سماسرة. وأضاف المصدر “كل الدول أجلت رعايها بما فيها اليمن وغالبية المتبقين من السوريين”.

وكانت شركة أجنحة الشام للطيران قد سيّرت رحلتين جويتين مجاناً إلى مطار بورتسودان، لإجلاء الرعايا السوريين العالقين هناك، مطلع الشهر الجاري، وقالت إن “هذه الرحلات تأتي ضمن سياستها الهادفة للوقوف إلى جانب السوريين في كل مكان، وتقديم كل الإمكانيات لتأمين سلامتهم وعودتهم بأمان لوطنهم الأم سورية”.

ويبدو أن الوقوف إلى جانب السوريين من الحكومة وشركة أجنحة الشام، يحتاج إلى المرور بسماسرة ومحسوبيات، ودفع مبالغ مالية كبيرة، لقاء الانتقال من بلد يشهد صراعاً على السلطة، إلى بلدهم الأم الغارق في ويلات نزاع كان هدفه الحفاظ على السلطة.

ووصف عضو لجنة دعم العائلات السورية في السودان رامي ناجي في تصريح لوكالة الأناضول وضع السوريين في بورتسودان قائلا: “مأساوي إلى أبعد الحدود، غلاء في إيجار البيوت وغلاء في الأسعار، ومع دخول فصل الصيف تصبح المعيشة صعبة جدا بسبب نقص المياه في المدينة التي تعتمد على مياه الأمطار والآبار”.

وكشف ضعف في عمليات الإجلاء بصفوف السوريين، حيث أجلت السعودية نحو 50 إلى 60 شخصا ضمن أول قافلة وصلت إلى بورتسودان، وبعدها تدخلت الجالية السورية وبدأت في جمع الأسماء بشكل عشوائي بمبادرة من بعض أبنائها، “لذلك لا يزال معظم السوريين عالقين في بورتسودان”.

وأشار إلى تسيير نحو 10 رحلات جوية لإجلاء السوريين، بسعة 170 راكبا تقريبا لكل رحلة، موضحا أن الرحلتين الأولى والثانية كانتا “مجانيتين”، لكن “لم يستفد منهما إلا عدد قليل جدا من الفقراء والمرضى الذين كانوا في حاجة ماسة للإجلاء”.

وبين ناجي أن “بقية الرحلات التي انطلقت آخرها في 14 مايو/ أيار الجاري، كانت مدفوعة بقيمة تراوح من 800 إلى 1000 دولار للشخص الواحد، مع صعوبة الحصول على حجوزات”.