الجمارك تواصل حملتها الشعواء على أسواق المواشي

واصلت دوريات الجمارك حملتها الشعواء على أسواق المواشي، في المنطقة الجنوبية، وصادرت اليوم السبت، سيارة محملة بخمسين رأس من الغنم، وأوقفت السائق وهو من أهالي السويداء.

ورغم حيازة المربي تصريحاً موقعاً من المختار والجمعية الفلاحية، إلا أن عناصر الجمارك مزقوا الورقة، واحتجزوا السيارة مع المواشي والسائق، في سوق نجها بريف دمشق. وطلبت الجمارك تسديد غرامة مالية تفوق قيمة المواشي، مقابل الإفراج عنها.

“حرّمونا نربي حلال”، يقول المربي إن الماشية التي صادرتها الجمارك اليوم “شقاء العمر”، مشيراً إلى أن غياب الدعم الحكومي وارتفاع أسعار الأعلاف، ضاعف من معاناة مربي الماشية، فلا خيار لهم إلّا تسويق جزء منها لتعويض خسائرهم، لكن “يبدو أن الدولة لا تعتبرنا مواطنين حتى تفرض علينا هذه الإجراءات الجائرة”.

وكثفت دوريات الجمارك من حملاتها على أسواق المواشي، بذريعة مكافحة تهريبها خارج البلاد. ووثقت السويداء 24 في تقرير أمس الجمعة، مصادر العشرات من رؤوس الماشية لمواطن من السويداء، إضافة إلى احتجازه.

والمصيبة أن الجمارك تتعامل بسياسة النهب، فلم تعلن أي مصادر حكومية رسمية عن عدد المواشي المسموح نقلها، ولا تحت اي بند من القانون تنطبق هذه الإجراءات، ما أوقع مربي الماشية بحيرة من أمرهم، وجعلهم يعتمدون على الشائعات، كمحدثنا الذي كان يعتقد أن تصريح المختار والجمعية الفلاحية سيحميه من دوريات الجمارك.

وبدل دعم قطاع الثروة الحيوانية الذي يعاني من تحدّيات بالغة، في ظل الظروف الاقتصادية المتردية، تواصل الدولة سياسات النهب والتشليح، بحجة مكافحة التهريب. فأين الجمارك عن مكافحة تهريب المخدرات التي أغرقت سوريا والدول المجاورة، أم أن تهريب المخدرات مسموح، وتسويق المواشي داخل سوريا ممنوع ؟