السويداء: ترسيخ ثقافة العنف والسلاح لدى الأطفال

في وقت تغرق البلاد في أزماتها المستعصية -من بينها فوضى السلاح- وعوضاً عن نشر ثقافة المحبة والسلام والمواطنة للجيل الجديد، تستمر سياسة حزب البعث، الرامية إلى عسكرة المجتمع.

في بلدة عرى بريف السويداء الغربي، تُظهر هذه الصور، عناصراً مسلحين من كتائب البعث، الذراع العسكري للحزب “الحاكم” في سوريا، يدرّبون مجموعة من الأطفال، على كيفية استخدام الأسلحة، وفكها وتركيبها.

التدريبات كانت بحضور قيادات وأعضاء من الحزب في ريف السويداء الغربي، خلال افتتاح المخيم التربوي الشبيبي.

قد تبدو هذه المشاهد اعتيادية في ظل انتشار السلاح العشوائي، وربما يعتبر البعض نقدها مبالغاً به، لكن أليس الأجدر تنشأة الأجيال الجديدة على مخاطر السلاح واستخدامه، ماذا سيستفيد هؤلاء الأطفال من تعلم استخدام البنادق الآلية ؟

ألم يسمع أعضاء حزب البعث الذين يجرون هذه التدريبات، بحالات انتحار في صفوف الأطفال واليافعين، وحتى بجرائم قتل، وهل ينقص المجتمع أن تعزز فيه السلطة ثقافة السلاح السائدة بدل أن تسعى لمعالجتها ؟

أحد المهتمين في شؤون الأطفال، اعتبر في اتصال مع السويداء 24 أن تدريب الأطفال على استخدام الأسلحة مستفز للغاية، ويمثل انتهاكا صارخاً لحقوقهم المنتهكة أصلاً كغيرهم من شرائه المجتمع.

المصدر أن أضاف أن هذه الممارسات تدل على عقلية لا تهتم بمستقبل الأجيال الناشئة، ولا تفكر إلا باستمرار عسكرة المجتمع، وتوجيهه نحو ثقافة العنف والسلاح، في ظروف قاسية من الأجدى البحث فيها عن حلول لأزمات عمالة الأطفال، والتسرب من المدارس، وغيرها من الظواهر السلبية.