تأجيل موعد تسليم جوازات السفر لمدة 40 يوماً

للمرة الثانية خلال نفس العام، أعلن مركز خدمة المواطن الإلكتروني، “إنزياح” مواعيد تسليم جواز السفر العادي، لمدة 40 يوماً، بداية من يوم غد الأربعاء 5 تموز.

و”الإنزياح” هنا، مصطلح جديد من مصطلحات “الحكومة الحكيمة”، يعني تأجيل مواعيد تسليم جواز السفر بالدور العادي. وبحسب الصفحة، فإن وزارة الداخلية قررت إعلدة جدولة المواعيد لمدة 40 يوماً، فمن ينتظر استلام جواز السفر يوم 5 تموز، لن يستلمه حتى 10 آب.

وهذا “الإنزياح” الثاني من نوعه، بعد إجراء مماثل اتخذته الداخلية في شهر أيار الماضي، أجلت خلاله مواعيد التسليم من 2 أيار، إلى 2 تموز، ناهيك عن التأجيلات السابقة. وبالتالي، فمن ينتظر صدور جواز السفر في الدور العادي، سيردد أغنية: ع الوعد يا كمون.

مواطن من أهالي السويداء قال في اتصال مع السويداء 24، إنها المرة الثالثة التي “ينزاح” فيها موعد استلامه لجواز السفر، الذي كان يجب أن يستلمه في شهر نيسان الفائت، وتم تأجيله إلى أيار، ثم تموز، والآن إلى أيلول.

وطبعا هذا الإجراء لا يشمل الدور المستعجل، كون الرسوم المدفوعة للحصول على جواز السفر بالدور السريع، تفوق قيمة رسوم الدور العادي بأضعاف. فالحكومة الحكيمة هنا، لا تقرر “الإنزياحات” إلّا على المواطن “المنتوف”.

حتى إصدار جوازات السفر، للخروج من بلد الياسمين، والبحث عن فرصة حياة في مكان ما، هو باب نهب للمواطنين المنهوبين أصلاً. ليس بالإنزياحات فحسب، حتى التسجيل على دور في المنصة الإلكترونية، يخضع لعملية سمسرة، فهناك مكاتب معينة تتلقى مليون و500 ألف ليرة فقط لتسجيل الدور، الذي لن يستطيع المواطن العادي التسجيل عليه بمفرده.

يحدث هذا في بلد انهارت فيه كل مقومات الحياة، وعليك دفع ما فوقك وما تحتك، إن بقي شيء معك لتدفعه، لتغادره. حتى حينما تقرر العودة اليه، لا يمكنك الدخول دون تصريف 100 دولار على الحدود. هنا دولة على شكل مزرعة، وربما نظلم المزرعة في التشبيه، فحتى هناك، يوجد حقوق وواجبات.