الشيخ حكمت الهجري يؤكد ضرورة استمرار الحراك حتى تحقيق مطالبه

حيّا الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين سماحة الشيخ حكمت الهجري، الحراك السلمي المستمر منذ حوالي شهرين ونصف في محافظة السويداء، وأثنى على شجاعة المعتصمين في الساحات للمطالبة بالحقوق المشروعة.

وفي بيان مطوّل نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية اليوم الثلاثاء، أكد سماحته ثبات تأييده لوقفة المحتجين في “وجه محاولات الإذلال وسلبكم أقبل حقوقكم”. وأشاد سماحته برقي هذه الاحتجاجات، معتبراً من أهم غاياتها إزالة مظاهر الاستبداد والقمع، و”نشر فكر الوعي والتآخي والحوار وقبول الآخر”.

تجاهل المعنيين لمطالب الشعب

“صرختم ولا مجيب”، كلمتان لخص فيهما سماحة الشيخ تجاهل السلطات للمطالب الشعبية، وما وصفه بضحالة تساؤلات من ادّعوا الاستعداد لنقل هموم الناس للمعنيين، وعدم مصداقيتهم، “كان تركيزهم على ماهية وجود الرايات و الأًعلام وعن هتافات ما”.

وأضاف سماحته “مع يقيننا بهامشية تدخلهم، فقد أجبناهم بأن سألناهم عن الحلول، عن العطاء، وسؤال عن أولي الأمر والمسؤولين الذين عولنا عليهم أن ينقذوا شعبهم من ويل التحييد والتهميش والتخريب في البنيان ومسيرة الوطن.. فلم نجد جواب”.

وشدد في معرض حديثه على تجاهل المعنيين لمصاب الشعب، وعدم التفكير أو البحث عن حلول، “وواجهنا الإصرار على تخلّي الجهات المختصة والكثير من الدوائر الرسمية عن واجباتها ومهامها، بحجج كثيرة وغير مقبولة”.

سماحته عاد وأثنى على وعي الحراك السلمي في تجاوز “بعض الأبواق الهزيلة داخليا وخارجيا”، الذين حاولوا إسكات المطالبين بحقوقهم، عبر “التخوين والتقزيم وبث الفتن”. ولكن نتيجة حرص المحتجين وتمدنهم ورقي مساعيهم على حد وصفه، “ما كان للمفسدين ما ابتغوه بينكم”.

التأكيد على التعددية السياسية

أشاد سماحة الشيخ حكمت الهجري في البيان، في محاولات التنظيم وتعدد الأفكار في مستوى العمل السياسي، منوهاً إلى تشكيل عدة توجهات وتجمعات ولجان عمل، جميعها تحت راية واحدة “هي طلب الحقوق و”إعادة الهيكلة في الدولة والاقتصاد والعيش الكريم”.

وشجع سماحته “الأعمال التي تبني وتسير بالركب إلى بر الأمان تحت ظل الوطن السوري الواحد مجتمعياً وجغرافياً وفق أسس الدولة المدنية، وبمشاركة ومباركة كل الأطياف وكل أبناء المجتمع، رجالا ونساءً دون قيود ودون فواصل وبلا حدود”.

كما نوّه إلى أن التعددية بالأفكار والطرح السياسي والإداري والتنظيمي، هي وسيلة تضمن “عدم الاستئثار بالسلطة والتفرّد بالرأي”، معتبراً كل هذه المحاولات التنظيمية والتعددية تهدف إلى تحقيق آمال الشعب “الذي لا يبحث عن الهيكلة والتشكيل، إلا ليصل إلى تحقيق الهدف الأسمى والأساسي والمطلوب، لمعيشة حرة كريمة ضمن بلده الخيّر المعطاء”.

مطالب الحراك وتوجيهات الرئاسة الروحية

أكد سماحة الشيخ أن الحراك بدأ بطلبات تتعلق بتحسين الخدمات ورفض الظلم، ولكن “تغييب تلك الطلبات الأساسية”، أدى لارتفاع الهتافات إلى مطالب شاملة، “جاءت عبر ما صدر من قرارات أممية قديمة”، في إشارة إلى القرار الأممي 2254، الذي يرفعه المحتجون في السويداء.

وأشار سماحته إلى ضرورة “توضيح المطالب والمقاصد ليتم نقلها إلى المواقع الأممية المختصة لعلها تستطيع الاجابة والعمل، وفق واجباتها بما يلزم فعله عبر ما مر من تلك القرارات وفق الحال الراهن”.

سماحته حذّر من محاولات البعض تمرير مواقف سيئة ونسبها للرئاسة الروحية، مؤكداً أنه لا يرسل الأفكار والتوجيهات عن أي طريق، ومع أي كان، و”أقوالنا واضحة، وآراؤنا معلنة، نطلقها على العلن عبر وسائل معروفة للجميع”. وأكد سماحته أن التوجيهات تكون “وفق ما يتناسب مع حقوقكم”.

استنكار قتل المدنيين في كل مكان

سماحة الشيخ حكمت الهجري، استنكر قتل المدنيين، وأدان كل الأعمال الإجرامية بحق المواطنين والأوطان، وكل ما يحصل من اعتداءات على المدنيين الأبرياء. وأكد أن كل من يدافع عن حقه وأرضه جدير بالحماية.

وأوضح سماحته أن الشعب السوري قدم الأرواح، وبذل المال والأرزاق بسخاء في سبيل القضية الفلسطينية، و”أكّدنا من موقعنا في الرئاسة الروحية في كل المواقف والمحافل أن يأخذ الشعب العربي الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة ، وأن يقيم دولته المستقلة الحرة ، كما نؤكد على حرصنا الشديد على السعي لتحرير جولاننا الغالي ليعود للوطن الأم سوريا”.

كما لفت إلى أن الغاية المثلى للحراك الذي تشهده السويداء هي تغيير الواقع المرير للوطن، “فأنتم لستم مجرد مشروع حراك عشوائي، وليس المستقبل في الحراك نفسه، بل يكمن فيما يريده الحراك من انطلاقه القديم منذ بدء الأزمة، وصولاً إلى هذا الحراك”.

القضية السورية

تحدث سماحة الشيخ عن عن معاناة الشعب السوري الطويلة، وما لحق به من تدمير وقتل ونهب ومحاولات تغيير ديموغرافي وغيرها من قوى خارجية وداخلية. ومن سياسات تجويع وجباية غير محقة، “دون تدخلات اصلاحية، بل بالعكس تماماً، فقد وُضعت الحكومة بمواجهة شعبها بقرارات مدمرة واجراءات مستهجنة، وإهمال وفساد وإفساد عبر بعض الأجهزة الأمنية والإدارية”.

وأضاف سماحته أن القراءات الخاطئة من “جهات سلطوية قمعية بعيدة عن حرية الرأي”، غير مقبولة، مؤكداً “أننا طلاب سلام، ولا نقبل بما تم من ممارسات قمعية”. وشجب ما كان يجري من اعتقالات تعسفية لأصحاب الرأي، محملاً المسؤولية “لكل من يحاول قمع طالبي الحق”. كما أهاب بعدم التصرف بأساليب قمعية قهرية مع الشعب الذي يطلب حقوقه.

ولفت الشيخ إلى محاربة الشعب بلقمة العيش، والحضيض الذي وصل له الوضع الاقتصادي، معتبراً أن القرار ليس “بيد الحكومة الصامتة على الإيجاب، ولا نعلم هل هذه الحكومة الفاشلة هي من تصدر القرارات السيئة ؟ أم أن أيد خفية تسرقنا من خلال أشخاصهم”. وأضاف: مهما كان السبب فقد قال الشعب كلمته.

أين حق الشعب من ثرواته ؟

أشار البيان، إلى أن سوريا وقعت تحت احتلال جهات أجنبية تمثل عدة دول في العالم، و”سيطرت بالعنف أو بادعاء الحماية أو بالإيجار أو بالتواجد المفروض”، حيث لم يستثني سماحته أي دولة من الدول، وكان كلامه واضحاً وعمومياً عن كل القوى الأجنبية.

وتساءل سماحة الشيخ عن حق الشعب بأرضه وثرواته ومصالحه “التي بذل الأرواح والأرزاق لأجلها”، مضيفاً “ألا نخجل من أرواح شهدائنا الذين هبوا لقمع الإرهاب والاحتلال عبر حقبة طويلة من الزمن الماضي والقريب”، وأكد أن الشعب “لا يحمّل الجمائل على تضحياته لأحد، استشهد ابناؤه على ارض الوطن، فداء الوطن والكرامة”، وذلك سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.

وشدد سماحته على “العيش الحر الكريم”، ووضع الحلول المعروفة الجلية والمباشرة، “لا الاستماع إلى من يحللون ويفسرون الوقائع والطلبات بخلاف حقيقتها”. وخصّ بالذكر “إعلام فاشل يدعي الوطنية، ولكنه متسرع لا يلامس هموم الشعب ولا معاناة المجتمع ولا سوء الواقع”. واخيراً أعاد التأكيد على البيان المؤرخ في 19/8/2023، “ولا يهمنا اي قول غيره”.