السويداء: شجرة “أم الشراتيح” طارت.. والأمنيات تبعثرت

على جانب الطريق الرئيسي بين مدينة السويداء، وظهر الجبل، وتحديداً عند منطقة عين المرج، كانت تلفت أنظار المارة شجرة بلوط كبيرة، تتدلى منها بقايا خرق ثياب ملونة. وتعرف هذه الشجرة، باسم أم الشراتيح، أو الشراشيح، وشجرة الأمنيات.

بين ليلة وضحاها، اقتصت مناشير الحطّابين، شجرة الأمنيات، وتبعثرت حول جذعها المقطوع الخرق الملونة، وما تمثل من أمنيات لعشرات الأشخاص الذين كانوا يعتقدون أنها تحقق أحلامهم، أو اولئك الذين لم يروا فيها إلا سبيلاً للتسلية، والتقاط الصور التذكارية.

لم ترتبط الشجرة بتعاليم دينية، بل بموروث تقليدي عند بعض الأهالي، فكانت تمثل شجرة الأمنيات بالنسبة لهم، إذ كان يعقد البعض عليها خرقة من الثياب، في سبيل تحقيق أمنية ما. كأماني الحب، والرزق، والحظ، حتى أصبحت معلماً من معالم ظهر الجبل، على مر السنين الماضية.

كاميرا السويداء 24 وثقت اليوم الأربعاء صوراً لموقع الشجرة، بعد إعدام الحطابين لها خلال الأيام القليلة الماضية.

وتشهد محافظة السويداء منذ عدة سنوات، ما يصفه المهتمون في البيئة، بالإبادة للغطاء الأخضر، فقد تلاشت حراج كاملة، كحرش العين قرب صلخد، ومطار الكفر الزراعي، ومنطقة ظهر الجبل، وسد الروم، وغيرها من المناطق. ولم تعد تقتصر عمليات التحطيب على الحراج، حيث باتت تطال الأشجار المثمرة، كالتفاح، واللوزيات، وكروم العنب.

انتفاء الدور الرعائي للدولة، وتخليها عن مسؤولياتها، ندرة المحروقات وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، مع الأوضاع الأمنية المتردية؛ ظروف مجتمعة سببت هذه الكارثة البيئية المستمرة في محافظة فقيرة بكل المقومات، ويمثل الغطاء الأخضر رئة الحياة فيها.

الصورة الأخيرة للشجرة قبل تحطيبها.