بسبب التكاليف الباهظة.. رسوم “رمزية” لاستقبال الجنائز في السويداء

حددت لجنة وقف دار الطائفة الدرزية في سوريا، رسوماً “رمزية” على استقبال جنائز الموتى في مقام عين الزمان، بلغت 100 ألف ليرة سورية على كل جنازة، لمواجهة العجز المادي الناجم عن تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وكشفت مصادر محلية في مدينة السويداء، لمراسل السويداء 24، أن وقف دار الطائفة بات يطلب رسوماً مالية من عائلات الموتى، عند استقبال الجنائز في مدينة السويداء، منذ عدّة أسابيع.

وأشارت المصادر إلى أن المبلغ المطلوب دفعه 100 ألف ليرة سورية، لقاء استقبال الجنازة في غرفة التبريد وما يتبعها من مراسم قبل الدفن. وكانت هذه الخدمة تقدم بشكل مجاني من وقف دار الطائفة.

للوقوف على الأسباب، تواصلت السويداء 24 مع مصدر من دار الطائفة، أكد بدوره تحديد رسوم مالية وصفها بالرمزية، لمواجهة “العجز المادي” في الأوقاف، الذي فرضته الظروف الاقتصادية.

وأوضح المصدر، أن ارتفاع أسعار المازوت لأرقام قياسية منذ مطلع العام الجاري، من الفي ليرة إلى ثلاثة عشر ألف ليرة لليتر الواحد، وعدم استثناء الأوقاف من هذا القرار، فرض تكاليفاً شهرية باهظة على لجنة الوقف، وصلت إلى عشرين مليون ليرة شهرياً لشراء مادة المازوت فقط، لزوم عمل مولدات الكهرباء لتشغيل البرادات.

وأضاف أن لجنة الوقف أنشأت غرفة تبريد للجنائز، تتسع  لعشرين جنازة، وفرزت موظفين بدوام كامل، مسؤولين عن الجنازة ومستلزماتها. ومنذ وصول الجنازة إلى مقام عين الزمان يكون في استقبالها ما يقارب الستة موظفين، لتجهزيها وتبريدها ومتابعتها ليلاً، إلى أن يتم نقلها إلى ساحة سمارة نهاراً، بحسب المصدر.

ومن التكاليف التي تحدث عنها المصدر، صيانة التوابيت الدورية، وذلك نتيجة تلف قسم كبير منها، بسبب عدم اهتمام بعض العائلات بالتوابيت بعد انتهاء مراسم الجنازة، ورميها على الأرض بجانب المقام، ما يتسبب بأضرار فيها وسرقتها احياناً.

هذه التكاليف وغيرها، أوصلت وقف دار الطائفة إلى حالة عجز مادي، وفق المصدر، لتعقد لجنة الوقف اجتماعاً مع وجهاء عائلات مدينة السويداء، جرى الاتفاق خلاله على تحديد “رسم رمزي لا يوازي المصاريف وإنما يتكفل بتقليل الأعباء على المقام”، وأشار إلى إعفاء العائلات غير المقتدرة مادياً من هذه الرسوم.

يذكر أن وقف دار الطائفة، غير مركزي، ولا يعتمد في مدخوله إلّا على ثلاثة مقامات دينية: مقام عين الزمان، ومقام المقداد، ومقام مار الياس. وفي ظل الأوضاع الأزمة الاقتصادية الخانقة، فقد تراجعت التبرعات المالية لهذه المقامات بشكل كبير في السنوات الماضية.