نمرة شهبا: تكافل أهلي لتوفير الخبز والمياه و”بلا جميتلكم”

بعدما رفضت مؤسسات الدولة التكفل في إنشاء فرن للخبز في بلدة نمرة شهبا شمالي السويداء، أو توصيل خط كهرباء ذهبي لتغذية آبار المياه، أنشأ المجتمع الأهلي على نفقته الخاصة عبر مال الوقف، فرناً للخبز، وشرع في تجهيز الخط الذهبي.

مصادر أهلية في بلدة نمرة شهبا، قالت للسويداء 24، إن المجتمع الأهلي نجح في إنشاء وتجهيز بناء مخصص لفرن الخبز، وذلك من خلال بيع قطعتي أرض تابعتين لوقف البلدة، إضافة إلى سيارة للوقف أيضاً. ذلك فضلاً عن تبرعات من أهالي البلدة ومن المغتربين، ليحققوا في ذلك إنجازاً غير مسبوق على مستوى البلدة، عبر تكافلهم الاجتماعي.

ونتيجة عدم الحصول على رخصة لتشغيل الفرن، تم الاتفاق مع مستثمر لديه رخصة، تكفل بتجهيز معدات الفرن، على أن يدفع إجار البناء، لصالح وقف البلدة. ومنذ عدة أيام بدأت عملية التجربة التشغيلية لفرن الخبز، ومن المنتظر خلال الفترة المقبلة أن يبدأ الفرن ببيع الخبز للسكان، وفق ذات المصادر.

ولمواجهة أزمة تشغيل آبار المياه التي تعاني منها كافة مناطق المحافظة، اتفق أهالي بلدة نمرة على التكفل بمد خط كهرباء “ذهبي” من المنطقة الصناعية في مدينة شهبا، إلى بئري البلدة. وشكّل الأهالي لجنة لمتابعة الملف، أعلنت عن مناقصة تقديم عروض لمشروع إنشاء وتنفيذ خط توتر متوسط (٢٠ ك. ف) لنقل تغذية بئري مياه نمرة شهبا (١+٢) إلى خلية المنطقة الصناعية في شهبا والمعفاة من التقنين.

وفي يوم الأمس، أعلنت اللجنة عن استلام سبعة عروض من مستثمرين لتنفيذ الخط، خلال اجتماع في مبنى البلدية، اطلعت السويداء 24 على مضمونه. ورست المناقصة على المستمثر الذي قدم العرض الأدنى، وقميته حوالي 700 مليون ليرة.

وتم في الاجتماع توقيع عقد الأشغال مع المتعهد بعد إطلاعه وقبوله بدفتر الشروط الخاصة بالمشروع، والمتفق عليه من قبل اللجنة.

هذا المبلغ الكبير، استطاع الأهالي جمعه بحسب مصادر السويداء 24، إذ تبرع أقاربهم من أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين، بمبلغ 25 ألف دولار، كما قدم المغتربون من أبناء البلدة تبرعات عديدة. ولجمع ما تبقى، اتفق أهالي نمرة شهبا على دفع مبلغ 200 ألف ليرة سورية من كل دفتر عائلة في البلدة.

كما بحثت اللجنة سبل حماية هذا الخط عبر شباب البلدة وضمن عمل مأجور. وكانت شركتا المياه والكهرباء قد رفضتا المساهمة في هذا المشروع، بحجة نقص التمويل وعدم توفر ميزانية كافية لديهما. لكن الأهالي لم يبقوا مكتوفي الأيدي، بعدما فقدوا ثقتهم بالدولة، التي فقدت دورها الرعائي المنوط فيها.

“اللي بيعد العصي مش مثل اللي بياكلها”.. علّق أحد أهالي البلدة بهذه العبارة على الانتقادات الموجهة للمجتمع الأهلي في هذا النوع من المبادرات. أهالي نمرة كانوا من أول المبادرين للاحتجاجات والمطالب الخدمية، ولكن فقدان الأمل بتحرك الجهات المعنية، دفعهم للمبادرة بتجهيز خدماتهم الرئيسية على طريقتهم.