في يوم الأم .. سيدات من #السويداء سرقت الحرب فلذات أكبادهن ..!

تعتبر شريحة واسعة من أبناء السويداء يوم الواحد والعشرين في شهر أذار من كل عام عيداً للأم وهو تقليد ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، يُحتفل به في بعض دول العالم لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها.


وبينما يقدم الأبناء الهدايا لأمهاتهم خلال هذا اليوم، وتجتمع العائلات للاحتفال والتعبير عن محبتهم وتقديرهم للأم، تركت الحرب ندوباً قاسية في قلوب ألاف الأمهات من المحافظة، ليصبح هذا اليوم ذكرى مؤلمة لهن.
السويداء 24 سلطت الضوء خلال هذا العام، على معاناة بعض الأمهات والمآسي التي حولت حياتهن إلى حزن ودموع، لتغيب البسمة عنهن في هذا اليوم وتتبدل إلى ذكرى مؤلمة بعد أن غيبت الحرب أبنائهن بعضهم إلى الأبد، والبعض الأخر في بلاد الشتات.
#الحرب_سرقت_أبنائنا
أم مروان سيدة ستينية تنحدر من إحدى قرى ريف السويداء الجنوبي قالت للسويداء 24 أن الأعياد الخمسة الأخيرة مروا بها كالمأتم، فابنها تم اعتقاله على حاجز في العاصمة دمشق منذ سنوات لسبب لا تعرفه، ولا يزال مجهول المصير حتى اليوم.
أما أم طلال أفصحت أن معاناتها بدأت بالتحاق أحد أبنائها في الجيش قبل 6 سنوات، كان يكلمها خلال العام الأول على الجوال ويطلب منها الدعاء له ولم يستطع أن يقبل رأسها في يوم الأم من عام 2013، حيث عايدها في اتصال بكلمات قليلة، ليفقد في العام ذاته، ويصل اسمه على تابوت مرفقاً بكلمة “شهيد”، دون أن تتمكن من إلقاء نظرة الوداع على جثمانه.
لم يبقى لي شيء توضح أم طلال “ابنائي الاثنين لم يرغبا أن يلقيا مصير شقيقهما ورفضا المشاركة في الحرب، لذلك قررا الهجرة، لم أستطع منعها ولم استطع حتى أن أطلب منهما البقاء، لأنني أريدهما على قيد الحياة حتى وإن كانا بعيدان عن عيني”..!

“أم حازم” ذو 50 عاماً لم تكن تدري أن يوماً واحداً سيسرق منها فلذة كبدها، وفي ذهول تام وعينان زرقاوتان أغرقتهما الدموع تقول “رن الهاتف فجر الأربعاء قام ابني رد وصار يقول (يا حيف يا باطل رح جيب سلاحي ولقيلكن)، سألتو شو القصة خير يا أمي، قلي داعش فاتت على الشبكي.. جهز حالوا وباس راسي وقلي دعيلنا يا أمي، دعيت كثير بس الله عطا والله أخذ”.
#فشل_حكومي_ومعيشة_سيئة
لاقت القرارات الحكومية السيئة والفشل في إدارة شؤون البلد وتسيير أمورها في ظل الحرب الدموية التي عانا منها الشعب السوري، وقعاً على وضع المرأة عموما والأم خصوصاً في السويداء، فأجمعت العشرات منهن على توصية أبنائهن وازواجهن على عدم الاحتفال بهذا اليوم أو الإقتصار على ابسط الأمور كون الدخل المحدود يحمل الأسرة أعباء إضافية.
#تفاؤل_رغم_المآساة
المربية “سهام” ترى أن الأم هي صمام السلام لمستقبل البلاد “سنعلم أبناءنا أن الإنسان محبة وأن الفضيلة واجب وأن العنصرية خطيئة.. سنعلمهم أن يبتعدوا عن حروب العروش لنبني ما تبقى من الوطن بمحبة ويعود التعايش إلى وطننا، فعيد الأم هو وجود أبنائها بجانبها”