عاد مئات المواطنين إلى بيوتهم شمال شرقي محافظة السويداء، بعد سنوات من الشتات والتهجير، بفعل العمليات العسكرية التي شهدتها منطقتهم.
وقال مراسل السويداء 24، أن مئات المواطنين من عشائر البدو، عادوا إلى بيوتهم في قرية أبو حارات في ريف المحافظة الشمالي الشرقي، بعدما كانوا مهجرين منها ومشتتين في محافظتي درعا والقنيطرة منذ حوالي 5 سنوات، وذلك بعد حوالي شهرين ونصف من إثارة روسيا لقضية عودة المهجرين في السويداء.
موضحاً أن المواطنين عادوا يوم الثلاثاء 1 اكتوبر 2019، يحملون صور الرئيس بشار الأسد، ورايات “حزب البعث”، وهذا ما طلبه منهم بعض المسؤولون بعد إبلاغهم أن السلطة سمحت لهم بالعودة، لكن المواطنين وجدوا منازلهم وقريتهم بحالة سيئة جداً.
وأشار أحد السكان العائدين في حديث للسويداء 24، إلى أنهم وجدوا منازل القرية بحالة يرثى لها، حيث أن الأبواب والنوافذ لم تسلم من السرقة والتعفيش، وبالنسبة للخدمات من كهرباء وماء وخدمات صحية وغيرها، لا تزال غير مؤمنة بشكل جيد.
وقال المواطن “المهم أننا عدنا إلى منازلنا وأرضنا التي كنا نعتقد أننا لن نراها منذ هٌجرنا منها، نتمنى الاهتمام بمناطقنا وعدم إهمالها، لقد كنا نعاني من تهميش شديد في مختلف المجالات”.
وبحسب ما ذكر مصدر مطلع للسويداء 24، إن عودة أهالي القرى المجاورة لأبو حارات “القصر، الأصفر، شنوان، الساقية، صيرة عليا، رجم الدولة، أشيهب” ستكون خلال الأيام المقبلة، ويشير المصدر إلى أن نقاط الجيش السوري المنتشرة في المنطقة ستبقى على حالها في الفترة الراهنة، حيث تنتشر نقاط عسكرية في بعض القرى المذكورة وعلى أطرافها.
وكان محافظ السويداء يرافقه نائب المحافظ وعضو المكتب التنفيذي ومدير مؤسسة ومدير الموارد المائية، قد تجولوا على قرى شمال شرق السويداء الأسبوع الحالي، ووجّه المحافظ بتشكيل لجنة لإعداد الدراسات اللازمة لمعرفة حجم أعمال إعادة التأهيل والتكاليف الخاصة بها وفق ما ذكر المكتب الصحفي.
وكشفت السويداء 24 منتصف تموز الماضي، عن زيارة مسؤولين من القوات الروسية إلى مبنى محافظة السويداء، والتقوا بالمحافظ لبحث ملف عودة المسيحيين إلى قراهم المهجرين منها بريف السويداء الغربي، وإعادة عشائر البدو إلى قراهم شمال شرق السويداء، وتأهيل المنطقتين بالخدمات اللازمة.
يذكر أن قرية أبو حارات تقع شمال شرقي محافظة السويداء، وإلى الشرق من طريق دمشق السويداء، وكان تنظيم داعش الإرهابي قد سيطر عليها أواخر عام 2014، قبل أن يستعيدها الجيش السوري في اذار 2015، ويثبت فيها وفي التلال المحيطة بها نقاط عسكرية بحاذاة قرى تل أصفر التي بقيت تحت سيطرة التنظيم حتى عام 2017.
وكان يقطن القرية حوالي 1500 نسمة من المواطنين عشائر البدو، وقد نزحوا منها أواخر عام 2014 بفعل العمليات العسكرية في المنطقة، والانتهاكات التي تعرض لها المدنيين من أطراف الصراع، فيما يزيد عدد سكان منطقة تل أصفر مع قراها عن 5 ألاف نسمة.