لجنة الإنقاذ في السويداء خطوة للحل أم لعب بالوقت الضائع ؟!

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في السويداء، ورقة تحمل اسم لجنة الإنقاذ، وتضم شخصيات بارزة من المحافظة، لكن قسم منهم نفوا تواجدهم ضمن اللجنة، فما القصة ؟!

علمت السويداء 24 من مصادر مختلفة، إن عدة اجتماعات عقدت في دار عرى بدعوة من الأمير لؤي الأطرش، في الأسابيع الماضية، وضمت الاجتماعات رجال دين وزعماء تقليديين، وممثلين عن فصائل محلية عسكرية، إضافة إلى ممثلين عن فصائل مدعومة من الجهات الأمنية.

وبحث المجتمعون العمل على تشكيل لجنة تُنسق مع مسؤولين أمنيين في السلطة، بهدف إيجاد حلول للأوضاع الراهنة خصوصاً من الناحية الأمنية، إذ لم تعارض اللجنة الأمنية هذه الخطوة، رغم أن ضبط الأوضاع أمر يقع على عاتقها، لكنها على ما يبدو تسعى لتوكيل المجتمع المحلي بمهامها.

وقال مصدر مقرب من الأمير لؤي الأطرش للسويداء 24، إن لجنة الإنقاذ يتم العمل على تشكيلها بعد عقد عدة اجتماعات في دار عرى، والهدف من تشكيلها بحسب المصدر ضبط الأوضاع الأمنية المتردية في المحافظة، وإعادة حالة الاستقرار للمجتمع من خلال العمل مع جميع الأطراف المحلية الفاعلة على الأرض.

مضيفاً “يوجد تنسيق مع السلطات السورية لتشكيل هذه اللجنة، أما بخصوص الورقة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي ضمت شخصيات وفعاليات اجتماعية مختلفة، فالورقة غير دقيقة والأسماء الواردة فيها ليست جميعها موجودة فعلياً ضمن اللجنة”.

وكان من بين الأسماء الواردة في الورقة المتداولة، الباشا عاطف هنيدي، لكن ابنه عمر نفى في حديث مع السويداء 24 وجوده ضمن اللجنة، موضحاً: “إن كل لجنة لا تحل المشاكل الأساسية في المنطقة كالمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وأصحاب الرأي الحر وإيقاف عمليات الخطف وتدعو إلى تآلف القلوب وتقوم بنهضة وتنمية اقتصادية في المنطقة هي لجنة فاشلة من الأنسب لها أن تستثمر وقتها في شيء آخر”.

كما ورد اسم سماحة شيخ عقل الطائفة الدرزية، يوسف جربوع، ضمن الورقة المتداولة، لكن مصدر خاص أكد للسويداء 24، أن
سماحة الشيخ حضر أول اجتماع في دار عرى ولم يتابع ولم يسمي احد عنه، مضيفاً “لم يوافق سماحة الشيخ على اي ممثل له وقد تم ابلاغهم بذلك من البداية، ومعظم الاشخاص ذوي الثقل الاجتماعي انسحبوا من الاجتماع الثاني”.

كذلك صدر بيان عن الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الممثلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري، جاء فيه: “فإننا لم نفوض أحد او نكلفه فيما يسمى بتشكيل لجنة الإنقاذ في محافظة السويداء، ونقول للجميع انه لا حدود لصلاحياتنا لأن رؤانا رهن بما يمليه علينا الواجب الديني والأخلاقي والوطني، مع احترامنا لكل من أراد خيرا وعمل صالحا فإنما الاعمال بالنيات والخواتيم”.

وأكدت الرئاسة الروحية أنها “تبارك كل جهد خلاق يصب في بوتقة الصالح العام ويساهم في رأب الصدع ووأد المسالك المنحرفة غير المعهودة في تاريخنا واعرافنا التوحيدية الشريفة. وإننا المعنيون كغيرنا من الغيارى والمخلصين في الحفاظ على النسيج الوطني الزاهي بأطيافه وتلاوينه”.

بينما صرح ناشط مختص في شؤون المحافظة للسويداء 24: “الوضع في السويداء معقد، والبحث عن حل للمسألة الأمنية بدون بحث حلول سياسية واقتصادية في المحافظة هو لعب بالوقت الضائع، قد يجر الجبل إلى شعبية وطرشان جديدة، فلا يوجد صيغة واضحة للمستقبل حتى الآن، والشارع فقد ثقته بجميع الأطراف التي تدعي تمثيله، والدولة غير جادة بالوقوف على معاناة المجتمع”.

لكنه أضاف “بجميع الأحوال الوضع الراهن في السويداء يحتاج لتحرك حقيقي من جميع شرائح المجتمع، بعيداً عن المصالح الشخصية أو انتظار الضوء الأخضر من السلطة، فالسكوت والاكتفاء بمراقبة الأوضاع لن يساهم إلا في تعقيد المشكلة، كما يجب عدم إقصاء أي طرف من أطراف المجتمع في أي حراك قادم، بعيداً عن الانقسامات السياسية والعائلية”.