الحكومة تدفع للفلاح الروسي، بينما تزيد معاناة الفلاحين في السويداء

يعاني الفلاحون في السويداء من ارتفاع كبير في تكاليف زراعة القمح وخطر الحرائق المحدق بمحاصيلهم، بينما تتباهى الحكومة السورية برفع سعر شراء القمح إلى 400 ل.س “أقل من ربع دولار امريكي” للنوع الأول.

وعلى الرغم أن سوريا اشترت من روسيا 200 ألف طن من القمح عام 2019 بسعر وسطي 270 دولار للطن الواحد، بحسب موقع روسيا اليوم، إلا أن الحكومة تشتري القمح من الفلاحين السوريين بسعر أرخص، عداك عن جودة القمح المستورد من المحلي.

ورغم انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل العملات الاجنية، وارتفاع اسعار المواد الغذائية أضعاف مضاعفة، لم تتناسب تسعيرة شراء القمح من الفلاحين مع ارتفاع الاسعار، “فالحكومة وقراراتها في واد والفلاح ودخله في واد آخر”

وعبّر فلاح من ريف المحافظة للسويداء 24 عن استيائه مما وصفه “استعباد لطبقة الفلاحيين في سوريا، حيث يحرثون ويزرعون ويرون ويحصدون وينقلون مقابل العدم”، موضحاً ان زراعة الارض وحراثتها مرتبطة بسعر الحقيقي للدولار، وأنه دفع سابقاً 3500 ل.س لحرث الدولم الواحد باستخدام الجرار لمرة واحدة، مع العلم أن الأرض تحتاج للحراثة مرتين على أقل تقدير.

وأكمل، وبعدما أنثر بذور القمح في الأرض التي أتضمنها بسعر 7000 ل.س للدولم الواحد، تواجه تكاليف الري، ففي حال كانت الزراعة بعلاً فسينتج الدولم الواحد 100 كغ من القمح أما إذا رويت فتنتج تقريباً 300 كغ، ثم ينبت القمح فتكون مجبوراً على رش المبيدات الحشرية وسعر اللتر الواحد 34 ألف ليرة سورية.!

متابعاً، وبعدما تسعد ببلوغ الحصاد يأتي أجار الحصادة بسعر 7000 ل.س للدولم الواحد، فيُحصد الزرع وتتم تعبئته في أكياس القمح وسعر الكيس الواحد فارغاً 1000 ل.س، ثم تنقله إلى مركز الحبوب حيث تتقاضى المركبة التي سيتم النقل بها 25 ألف وسطياً، واكد ان جميع تلك الاسعار تختلف مع اختلاف سعر الدولار، وربما ينشب الحريق في الأرض فلا تحصد ولا تجني ولا تحصل على تعويض حكومي يُذكر.!

وأردف، يصل الفلاح إلى المركز والديون تحيط به من كل حدب وصوب، ينتظر تعب السنة كاملة، لتسعر له الحكومة كيلو القمح من النوع الأول بمبلغ 400 ل.س، فتبدأ عملية الاستلام المرفقة بالضرائب، ففي حال عم رش المبيدات الحشرية مثلاً يتم اعتبار القمح من النوع الثالث أو الرابع، وكلما انخفض النوع نقص سعره بمعدل 20 ل.س تقريباً بين كل درجة والتي تتلوها.

مشيراً إلى أن المفارقة الكبرى تكمن عندما تنتهي من بيع محصولك، وتذهب لشراء ربطة الخبز فتجد طحينها من النوع التالف! وعندما تتوجع إلى الأسواق فتجد الأسعار أعلى بكثير مما منحته لك الحكومة! وعندما تعجز عن سداد ديونك! وعندما تحرم أبناءك من المازوت لتوفره لزراعة الأرض! وعندما ترى الحرائق تشب في أراضي المزارعين فيذوق الجوع بعدما خسر غلة السنة.!

وعلى الرغم من أن سوريا ترتقب تطبيق عقوبات أمريكية جديدة عليها، ومن المفروض أن تدعم الزراعة والإنتاج المحلي للتخفيف من العقوبات والحفاظ على النقد الاجنبي، إلا أنها تدفع للقمح المستورد أكثر مما تدفع للمزارع المحلي.!.

ما رأيك.؟