الأولولية للمتظاهرين والمصالحة للمجرمين.. سياسة الأجهزة الأمنية في السويداء .!

تداول ناشطون قائمة تضم أسماء عشرات المواطنين المطلوبين للأجهزة الأمنية في محافظة السويداء، بتهمة مشاركتهم في احتجاجات سلمية، الصيف الماضي.

وقال مصدر مطلع للسويداء 24، إن فرع الأمن الجنائي في السويداء عمم أسماء أكثر من 140 مواطناً من مختلف أنحاء المحافظة، ومن بين هذه الأسماء شبان ورجال ومسنون ونساء، من مختلف شرائح المجتمع.

مضيفاً، أن اتهامات طالت الأسماء المذكورة، باشتراكهم في مظاهرات سلمية شهدتها السويداء في حزيران/يونيو الفائت، طالبت بالتغيير السياسي وخروج القوى الأجنبية من سوريا، وتحسين الوضع المعيشي، ومحاسبة الفاسدين.

وأوضح المصدر بأن اتهام الأسماء التي تم تداولها مبني على تقارير أمنية، مشيراً إلى أن بعض من تم تداول اسمائهم لم يشاركوا في هذه المظاهرات، حيث اعتبر أن الأجهزة الأمنية اعتمدت على تقارير وصفها بالكيدية.

فيما علمت السويداء 24 من مصدر خاص، أنه يوجد بين الأسماء المتداولة مواطن اعتقلته المخابرات السورية قبل 10 أيام في العاصمة دمشق، ولا يزال معتقلاً حتى اليوم، إلا أن عائلته رفضت تداول نبأ اعتقاله وذكر اسمه.


أحد المختصين بالشأن القانوني قال للسويداء 24، إنه “يوجد 174 اسم، مُذاع البحث عنهم، والأسماء المذكورة فيه قسم منها قد تمّ تزويد الأمن الجنائي بها من قبل الأفرع الأمنية، وقسم منها جاءت في سياق التّحقيقات مع الذين تمّ اعتقالهم”.

وأضاف المصدر أن “أي شخص مُذاع البحث عنهُ بمُوجب هذا الضّبط يحتاج إلى تقديم كفّ بحث إلى النيابة العامة في السويداء، التي تُحيلهُ بدورها إلى الأمن الجنائي لكفّ البحث عنه أصولاً، إن لم يكن مطلوب لداعٍ آخر”.

وأثار خبر تعميم أسماء المواطنين المطلوبين بتهمة التعبير عن رأيهم، استياء على مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة السويداء، التي تشهد حالة فلتان أمني نتيجة تراخي الجهات المعنية بتطبيق القانون، حيث استنكر ناشطون ملاحقة السلطات للمحتجين، وتخاذلها عن ملاحقة المجرمين.

يذكر أن محافظة السويداء شهدت سلسلة مظاهرات سلمية قبل 4 أشهر، شارك فيها مئات المواطنين، واستمرت عدة أيام قبل أن تتوقف بعد قمع الأجهزة الأمنية للاحتجاجات واعتقال عشرات المواطنين، الذين أفرجت عنهم لاحقاً بضغوط من الفصائل المحلية.