يحصد فيروس كورونا عدداً متزايداً من أرواح السوريين، وسط رحلة من القرارات الحكومية المتخبطة والقاصرة عن حماية المواطنين من تبعيات الوباء، والتي كانت آخر محطاتها عدم قدرتها على تأمين اللقاحات.
وصرّح مصدر مسؤول في قطاع الصحة، بأنّ أعداد مراجعي قسم العزل الخاص بمرضى كورونا في المشفى الوطني نقصت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، إلّا أنّ عدد من الأطباء المختصين أكدوا استمرار توافد حالات كورونا لعياداتهم والتعامل معهم بالعلاج المنزلي دون تحويلهم للمستشفى ما لم تأخذ الحالة درجة عالية من الخطورة.
ولا يزال الخطر يهدد المواطنين والكادر الصحي الذي خسر أكثر من 100 طبيب منهم أساتذة جامعيين، إضافة لعدد من الممرضين والعمال، عدا عن خسائر سورية البشرية من القطاعات الأخرى، وسط عجز الحكومة السورية حتى اللحظة عن تأمين اللقاحات ضد الفيروس.
قرارات حكومية متخبطة للتصدي لفيروس #كورونا.!
وأصدر الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا قرارات متخبطة بدأت مع فرض حظر التجوال ضمن المدن وبين المحافظات، وإلغاء دوام الطلبة مع تأجيل امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية قبل انتشار الوباء في سورية، إضافة لمنح بدلات تعطل للعمال ومكافآت لعاملين في القطاع الصحي.
ليتبع ذلك بداية التخفيف من إجراءات الحظر بالتزامن مع ازدياد الانتشار مع إبقاء بعض الإجراءات الوقائية، قبل أن تسمح الحكومة بفتح صالات الأفراح مع نسبة إشغال لا تتجاوز 30% ثم تزيدها إلى 50%، إضافة لمنع تقديم النراجيل في المقاهي والمطاعم وهو قرار ساري حتى اللحظة.
بينما فرضت الحكومة على مراجعي الدوائر الرسمية ارتداء الكمامات، مع إجراء حملة تعقيم للمباني الحكومية، إلّا أنها لم توفر الكمامات الواقية للموظفين والطلاب أو حتى الأطباء، ما حمّلهم أعباء مادية إضافية جعل كثيرون منهم يعزفون عن الالتزام بالوقاية.
وكل تلك القرارات جاءت في سياق الشكلية، حيث رصدت السويداء 24 شكاوى من عاملين في القطاع الصحي يؤكدون عدم توزيع المكافآت على مستحقيها، واعتراض كثير من الأهالي على عدم منحهم أي بدلات نقدية لتعطيلهم عن عملهم.
إضافة لإقامة مئات الأعراس في السويداء وبنسبة إشغال تجاوزت 100%، كما عادت دور الثقافة لفعالياتها وخصوصاً التابعة لحزب البعث دون اكتراث بالإجراءات الاحترازية وسط تجمعات خانقة في القاعات.
ولم تنصف الحكومة أصحاب الصالات والمقاهي ليشتكي عدداً منهم للسويداء 24 من تعطيل الحكومة لعملهم لفترة طويلة ودون وجود تعويض مادي حقيقي لخسائرهم، وذلك وسط تهديد المنشآت المرخصة بسحب الترخيص في حال المخالفة، بينما استمرت المقاهي غير المرخصة بأعمالها المخالفة للقوانين دون حسيب أو رقيب.
أعباء مادية على مرضى #كورونا ومستشفيات #السويداء تفتقد للتجهيزات.!
أما ضمن مستشفيات محافظة السويداء، فكان التعامل مع فيروس كورونا يتفقد لكثير من الأجهزة الطبية والأدوات، حيث تخلو المستشفيات الحكومية من فحص PCR الضروري لتأكيد الإصابة بفيروس كورونا، كما واجهت المستشفيات نقصاً في عدد المنافس، ولا سيما مستشفى شهبا الذي يحوي قسم الإسعاف فيه على عناية إسعافية بسرير ومنفسة واحدة فقط.
بينما اضطر عدد من المصابين للمعالجة المنزلية مع تكليفهم بشراء كافة الأدوية والسيرومات اللازمة، إضافة لإسطوانات الأوكسجين التي تجاوز ثمن الواحدة منها 500 ألف ليرة سورية، بحسب أحد المواطنين، عدا عن عطالة البعض عن عملهم دون مردود مادي يغطي تكاليف العلاج.
المدارس ضحية لانتشار فيروس #كورونا.!
وترافق ذلك مع تخبط في قرارات وزارة التربية والتعليم حول افتتاح وإغلاق المدارس وسط غياب تقنيات التعليم عن بُعد، حيث أُغلقت المدارس عندما كان انتشار الوباء لا يزال محدوداً في البلاد، لتعاود افتتاحها في شهر أيلول وسط انتشار واسع للفيروس.
وشهدت مدارس محافظة السويداء تفشياً للإصابات بين المدرسين والطلاب، ما دعا عدد من الأهالي للمطالبة بإغلاق المدارس حفاظاً على سلامة المعلمين والطلاب إلا أن مديرية التربية رفضت قرار الإغلاق دون اتخاذ إجراءات حقيقية للتقليل من الاختلاط بين الطلبة.
كل ذلك ولا يزال المواطنون يعانون من انتشار وباء كورونا والشائعات على حد سواء بغياب اللقاحات اللازمة للحد من انتشار الوباء وزيادة وفياته، واقتصار ما تقدمه الحكومة على الوعود وربط عدم قدرتها على شراء اللقاحات بسيادة الدولة وبث نظريات المؤامرة والترويج لعدم وجود إصابات جديدة مع العلم أن حالات كثيرة لا تجري فحص الكورونا أساساً.!