أزمة البنزين تتفاقم في السويداء.. بين فساد الدولة وتسلط الميليشيات

انخفضت طلبات الوقود المخصصة لمحافظة السويداء، في ظل أزمة في توفير الوقود، تعيشها المحافظة والبلاد عموماً منذ عدة أشهر.

أزمة فوق الأزمة

وقال مراسل السويداء 24، إن طلبات الوقود الواردة للسويداء، انخفضت إلى 5 طلبات يومياً بعدما كانت 7 طلبات في الأشهر القليلة الماضية، علماً أن المحافظة تحتاج 14 طلب يومياً كحد أدنى.

وأوضح المراسل أن المحافظة تشهد بطبيعة الحال أزمة في توفير الوقود منذ عدة أشهر، ومع التخفيض الجديد تفاقمت حدة الأزمة، حيث تزايدت طوابير السيارات على محطات الوقود.

شركة المحروقات شريكة في الأزمة

لفت مراسلنا إلى أن انخفاض التوريدات، تزامن مع ارتفاع سعر مادة البنزين في السوق السوداء، حيث تراوح سعر الليتر الواحد اليوم الاثنين، بين 1800 و2000 ليرة، إذ لا تزال المادة متوفرة بشكل غير محدود في السوق السوداء.

وتشير مصادر مطلعة للسويداء 24، إلى أن شركة المحروقات شريكة في الأزمة أيضاً، فهي المسؤولة عن تحديد المحطات التي تصلها طلبات الوقود، إذ تقوم الشركة بتخصيص محطات معينة بالوقود بشكل شبه يومي، في مدينة السويداء بحجة الضغط في المدينة.

وبحسب النشرات التي تنشرها المحروقات، تنسب الشركة بعض المحطات في الأرياف المجاورة للمدينة، على أنها من محطات المدينة، وتدعمها بالمحروقات، وهي محطات تورد للسوق السوداء كميات كبيرة مما يحرم شريحة الناس من الحصول على مخصصاتها.

الحكومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى

أفاد مراسل السويداء 24 أن العديد من الميليشيات المسلحة خصوصاً في مدينة السويداء، تستغل أزمة الوقود، فلا يكتفي أفراد هذه الميليشيات بتجاوز دور المواطنين وتعبئة سياراتهم بالكمية التي يريدونها، وافتعال المشاكل وإطلاق النار وتهديد حياة المواطنين.

مضيفاً أن ميليشيات مسلحة تتواجد عند محطات التعبئة، بشكل يومي، خصوصاً في مدينة السويداء، وتنظم دوراً مخالفاً للأشخاص الراغبين بتعبئة سياراتهم دون الانتظار، مقابل مبالغ تتراوح بين 5 و10 آلاف ليرة، فضلاً عن حصولها على آتاوة مالية من أصحاب المحطات مقابل حمايتهم.

وقال أحد المواطنين للسويداء 24، إنه انتظر 10 ساعات على إحدى محطات التعبئة اليوم، دون أن يتمكن من تعبئة سيارته، بعدما أعلن القائمون على المحطة أن الوقود نفذ، مؤكداً أن مجموعات مسلحة كانت تتحكم بالدور، موضحاً “الحكومة من جهة وحفنة مسلحين من جهة أخرى يتحكمون برقابنا”.

بين شماعة الحصار والتوريدات الروسية

نقلت صحيفة “الوطن” عن مصادر لم تسمها، أن نسبة التراجع في كميات البنزين تقدر ب 10 بالمئة عن ما كان سابقاً، مشيرة إلى أن هذا الحال سيستمر حتى وصول مزيد من التوريدات تسهم بانفراج للأزمة، دون أن تحدد المصادر مدة زمنية لمزاعمها.

كما أكدت المصادر ذاتها أن تأخير وصول الناقلات مرتبط “مباشرةً بالحصار الاقتصادي الجائر على سورية”، وهي الشماعة التي باتت الحكومة تعلق جميع الأزمات عليها، في ظل تصريحات متناقضة للمسؤولين.

فقبل أيام، زعم سفير سوريا في روسيا “رياض حداد”، أن أن التوريدات الروسية بدأت بالوصول إلى سوريا، وذلك تنفيذاً للاتفاقيات التي جرى توقيعها مؤخراً بين البلدين، مؤكداً أن هذه التوريدات وصل جزء منها، وستستمر بالوصول بانتظام خلال الفترة القادمة.

وقال حداد، بحسب صحيفة “الوطن”، إن التوريدات الروسيّة وعلى رأسها القمح والنفط بدأت بالوصول إلى سوريا، وأنها ستستمر بالوصول خلال شهري آذار ونيسان، حيث جرى الاتفاق على جدولتها.

وبين هذا وذاك، تتزايد معاناة المواطنين السوريين، في ظل حكومة منفصلة عن الواقع، تارة تبرر بالحصار والعقوبات، وتارة أخرى تنفي وجود أزمة، وتزعم أن الحليف الروسي يساندها.