السويداء: أزمة المياه لا تنتهي وأجور الصهاريج تحلق

مع ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء، ونقص مخصصات المحروقات الواردة إلى السويداء، تفاقمت مشكلة المياه، بسبب ضعف التغذية، وعدم توفير كميات كافية من المحروقات لتشغيل مولدات الآبار، ناهيك عن شكوك الأهالي بفساد لدى بعض مشرفي الآبار، والمسؤولين في المياه.

ولا تعد أزمة المياه في السويداء وليدة اليوم، إذ يعاني سكان المحافظة منذ سنوات من تعطل الآبار، ومشاكل شبكة المياه. تارة يبرر المسؤولون المشكلة بعدم انتظام التيار الكهربائي الذي يؤدي إلى تعطل مضخات الآبار، وما يتبعها من مشاكل في عملية استبدال تلك المضخات أو إصلاحها، وتارة أخرى بعدم توفر كميات كافية من المحروقات، لتشغيل مولدات الكهرباء، وضخ المياه.

في قرية دوما بالريف الشرقي، تفاقمت مشكلة نقص مياه الشرب، عن الكثير من السكان خلال الأسابيع الماضية. أحد الاهالي قال إن المياه لم تصل منزله منذ شهر ونصف، رغم تخصيص مولد كهربائي، للبئر المغذي القرية، قبل عدة أشهر. ويتهم الأهالي المشرفين على البئر ببيع مخصصات المحروقات الخاصة بالمولد. في حين يرد المشرفون بالقول: إن المخصصات تم تخفيضها إلى 30 ليتر، وهي كمية غير كافية لضخ كميات مناسبة من المياه.

نفس المشكلة تعاني منها بعض الأحياء في مدينتي السويداء، وشهبا. كذلك طالب مواطنون من قريتي حبران والكفر بضخ المياه بالسرعة الممكنة، وقالوا إن الخزانات التي تتبع لشعبة الهلال الأحمر، لم يتم ضخ المياه لها منذ شهرين، رغم مطالب الأهالي المتكررة.

أمام هذه المشكلة، ارتفعت أجور نقل صهاريج المياه الخاصة، مسجلة أرقام قياسية مقارنة بدخل المواطنين. وتراوح السعر بين 35-50 ألف ليرة سورية، للصهريج الواحد، وتختلف التكلفة مع بعد أو قرب المسافة، ومزاجية السائقين أيضاً الذين لا يتقيدون بتسعيرة رسمية.

بدوره برر مصدر من شركة المياه، في اتصال مع السويداء 24، تفاقم أزمة المياه في بعض المناطق، بمشكلة الكهرباء وتقنين مخصصات المحروقات، بعد سلسلة أجراءات اتخذتها الحكومة مؤخراً في عموم المحافظات. وقال إن كوادر الشركة تعمل بشكل يومي لإصلاح الأعطال، مشيراً إلى تخصيص صفحة على الفيس بوك، لاستقبال شكاوى السكان، مع مواكبة عمل كوادر الشركة في إصلاح الأعطال يومياً، ولفت إلى وجود ارقام هاتفية أيضاً مخصصة للشكاوى.

يذكر أن اتخاذ الحكومة السورية، إجراءات وصفت  بالتقشفية منذ شهر شباط الفائت، كتخفيض المحروقات، والغاز، خلق جملة من المشاكل: ارتفاع أسعار الخضار والفواكه وحميع المواد الغذائية، تفاقم مشكلة المياه، أزمة النقل الداخلي، والكهرباء، وغيرها من الأزمات. ويبدو أن تسريبات المسؤولين، عن احتجاز ناقلات نفط وقمح قادمة إلى سوريا، توحي بأن لا انفراجات قريبة.