في فترة انقطاع التيار الكهربائي، تخرج إذاعتي الراديو الوحيدتين في السويداء، الكرمة، وريّان إف ام، عن البثّ، منذ عدّة أيام، بعد فقدان كميّة من المازوت المخصص لمحطة البث الإذاعي، دون مبرر.
مصدر خاص كشف للسويداء 24، أنّ محطة البثّ الإذاعي، في منطقة ظهر الجبل، قد أنفقت ما يزيد عن 3750 ليتر مازوت خلال مدّة أربعة أيام فقط لا غير (فصّ ملح وذاب)، وبأنّ فقدان تلك الكميّة، سبب صدمة لم يستوعبها عاملي الإذاعتيّن.
3750 ليتر مازوت قادرة أن تغطّي حاجة المحطة لفترة طويلة، بحسب المصدر، الذي تساءل: أيّ فساد يستشري نظام المؤسّسات، الذي لا يقوى عليه أفراد، لفظاظة وجرأة من أقدم على الفعلة، سيما وأنّ البدائل عن الكميّة الفائقة والمختفية بغضون أيام لا تتجاوز الإسبوع، ولا سبيل لأيّ جهة من تعويضها.
المصدر أكّد أنّ المولّدة الكهربائية المغذيّة للمحطة حالياً، فارغة من مادة المازوت نهائيّاً، وعليه تتوقف المحطات المحليّة المنحصرة بإذاعتي الريّان والكرمة، عن الخدمة والبثّ، عند انقطاع التيار، وهو ما لم يحرّك ساكناً لدى المسؤولين أو جهاز الرقابة والتفتيش، وظلّ الحال على ماهو عليه لليوم.
بدورها أكدت إذاعة ريّان أف أم في حديث مع السويداء 24، عبر الفيس بوك، انقطاع البث أثناء فترة تقنين الكهرباء، مشيرة إلى أنّ السبب الرئيسي، عدم وجود المحروقات لتشغيل البرج عند انقطاع الكهرباء، وأنه يتمّ العمل على حلّ المشكلة بأقرب وقت ممكن، دون الإشارة لأسباب نفاذ المحروقات.
في حين لم نتمكن من الوصول للمسؤولين عن محطة البث، ونترك لهم حق الرد مفتوحاً عن سبب فقدان المازوت. ربما يبرر المسؤولون، بتقنين المخصصات، ولكن من خلال متابعة ملف المحروقات بشكل عام، وتكاليف المنشآت والمؤسسات الحكومية في السويداء بشكل خاص، نلاحظ فساداً ما بعده فساد، وقد وثقت السويداء 24 تحقيقات عديدة حول الفساد، في ملف المحروقات، وكان الرد عليها بأرسال لجان تفتيش أحياناً، يبدو أنها تأتي لتغطي على الفساد، لا لتوقفه عند حده.