من يُغذي الفتنة بين أبناء البيت الواحد في الجبل ؟

على إثر وفاة امرأة مُسنة، من قرية المطلة، على طريق دمشق السويداء، في حادث سير، تجمع بضعة أشخاص، ورشقوا حافلة قادمة نقل ركاب، في حالة من الغضب، ظناً منهم أن المتسبب بالحادث اختفى.

أحد أهالي قرية المطلة قال في اتصال مع السويداء 24، إن سيارة محملة بالتفاح متوجهة من دمشق إلى السويداء، دهست امرأة مُسنة اسمها أم ابراهيم، مما أدى إلى وفاتها على الفور. وأوضح المصدر، أن الحادث كان قضاء وقدر، وعن غير قصد، وقد سلّم السائق نفسه للجهات الأمنية.

بعض الاشخاص، ظنّوا أن السائق لاذ بالفرار، فاعترضوا حافلة لشركة التوفيق تقل مسافرين من السويداء إلى دمشق، ورشقوها بالحجارة، مما أدى لأضرار مادية. وشدد المصدر أن وجهاء وأهالي المطلّة، رفضوا هذا التصرف العشوائي وغير المسؤول من بضعة أشخاص.

وخلال اتصال مع شركة التوفيق، قال أحد الموظفين، إن زجاج الحافلة رقم 7 تحطم، جراء رشقه بالحجارة، مؤكداً سلامة جميع الرُكاب، وعدم إصابة أي منهم.


في حادثة أُخرى، أصيب بشار العليان، بطلق ناري في كف يده، أثناء محاولة مجموعة مسلحة اعتراض طريقه وخطفه، في المنطقة الصناعية بمدينة السويداء. العليان من أبناء قرية المنصورة في ريف السويداء، كان يُصلح سيارته، ولم يعرف المجموعة التي اعترضته، وقد نُقل إلى المشفى الوطني لتلقي العلاج.

وحسب مصادر أهلية، فإن المجموعة التي اعترضت طريقه، من قرية لبين، كانت تحاول تنفيذ عمليات خطف عشوائية، ضد مواطنين من أبناء العشائر، على إثر عملية نصب تعرض لها أحد ابناء القرية، من شخص في حي الحروبي. وتؤكد المصادر أن الشخص المتهم بالنصب هرب إلى دمشق، وليس من المنطقي، اعتراض الناس بشكل عشوائي لتحصيل الأموال.

ردود الفعل العشوائية، من بعض الأشخاص، تزايدت في الأيام الماضية، مع العلم أن غالبية ابناء السويداء بمختلف شرائحهم يرفضونها، لكن مع تخلي الدولة عن مسؤولياتها اتجاه المواطنين، تترك الساحة مفتوحة لكل من يسعى لتوتير الأجواء وإثارة النعرات بين أبناء الجبل. يأتي ذلك في ظل تناقل منصات التواصل الاجتماعي الأخبار، دون أي تدقيق وراءها، مما يُغذي حالة من الاحتقان والتجييش، خصوصاً بعد حوادث خطف متبادلة شهدتها السويداء، قبل أيام، بدأتها مجموعة مسلحة مدعومة أمنياً.

ومن هنا، يجب على أهالي الجبل بكل مكوناتهم، رفض أي مساعٍ لإثارة الفتنة بينهم، والحرص كل الحرص، من الجهات التي تسعى للتفرقة بين أبناء البيت الواحد، الذين يجب أن يكونوا متحدين، ضد كل من يحاول تفريقهم وزرع الخلافات بينهم، مها كان انتماؤه.