منصة أمان في السويداء: دعم ومناصرة ضحايا الابتزاز والتعنيف

بحثاً عن ملاذٍ آمن للنساء اللواتي يتعرضنّ للابتزاز، والتحرش، والتعنيف، يعمل ناشطون في السويداء، على معالجة جانب من تلك المشكلات، ضمن الإمكانيات المتاحة لهم، بعد إطلاق منصة، تعنى بشؤون المرأة.

منصّة أمان التي أسسها مجموعة من الناشطين والناشطات، في ديسمبر/كانون الأول 2021، تهدف إلى “استيعاب ومواجهة المشكلات المُجتمعية التي تعاني منها المرأة”، على رأسها التي تتعلق بالتعنيف والتحرش والابتزاز، وهي قضايا تعمل المنصّة على مواجهتها، عبر فريق من المُختصين.

يستقبل الفريق الحالات، عبر خط ساخن واتصال مباشر، أو من خلال التواصل على صفحة الفيس بوك. تقول بلقيس، إحدى المشرفات على المنصّة: بعد تقييم الحالة والمُشكلة، يتم اللجوء إلى الحلول المتاحة، ضمن أُطر قانونية واجتماعية ونفسية. وتؤكد على عامل السريّة، في كُلّ الحالات، مراعاةً لظروف الضحايا، والحساسية المُجتمعية.

بلقيس أشارت في اتصال مع السويداء 24، إلى حالات عديدة عملت المنصّة على حلّها مؤخراً، منها قضايا ابتزاز لفتيات، أمنت المنصة لهنّ استشارات قانونية مجانية، وساهمت في وصولهنّ إلى بر الأمان، من خلال تقديم دعاوى قضائية ضد المبتزين.

لكن الناشطة، تؤكد أنه من الصعب إيجاد حلول لجميع قضايا الابتزاز، قانونياً، نتيجة تراخي السلطة الأمنية، وضعف السلطة القضائية، فيتم أحياناً اللجوء إلى حلول اجتماعية، نادراً ما تحقق النتيجة المرجوّة. كما تنشر المنصة على صفحة الفيس بوك، تقارير واستبيانات تهدف إلى رفع مستوى الوعي بحقوق المرأة.

كذلك عملت منصّة أمان، على تمكين ودعم ضحايا العنف الأُسري. من بين الحالات، إمراة تعرضت للتعنيف من زوجها وأهله، فساهمت اخصائية اجتماعية في المنصّة، بعلاجها نفسياً وتمكينها ودعمها، حتى تجاوزت الآثار النفسية والاكتئاب الذي مرت به، إضافة لتشجيعها وتشبيكها مع داعمين ماديين من أجل مواصلة تعليمها، حيث بدأت حديثاً بالدراسات العليا.

وحتى الآن، لا تتلقى المنصّة أي دعم، إذ تنشط كجهة مستقلة يضم كادرها تسعة متطوعين ومتطوعات، يشاركون في المبادرة النابعة من دافع إنساني، انطلاقاً من الواقع والمعاناة. وتعمل المنصّة على التشبيك مع حقوقين وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين، ومهتمين بقضايا المرأة، ومنظمات مجتمع مدني، للتعاون في حل المشكلات التي يتم طرحها.

بلقيس ختمت حديثها بالقول: هناك تعاون مُلفت معنا من معظم الجهات المحلية التي نتواصل معها، سواء كانوا أفراد حقوقيين وأخصائيين، أو منظمات وجمعيات، وحتى بعض المغتربين، وهذا يعكس حالة من الوعي في محافظة السويداء، لضرورة التعاون في مناصرة ودعم قضايا المرأة.