السويداء: عائلات عاجزة عن تجهيز ابناءها للمدارس

مع اقتراب موعد افتتاح المدارس في سوريا، تغصّ الشريحة الأغلب من الأهالي، أمام كومة النقود المطلوبة لتلبية احتياجات أبناءها الطلبة، و تلوث مسامعها بشعارات الحكومة الخالية من أيّ حلّ.

يتخوّف أبو أدهم، من التقصير بحقّ أطفاله الثلاثة، الموزّعين بين حلقة التعليم الأولى والثانية، فالطفلين الصغيرين لديه، ينتسبان للصفّ الثاني والرابع الابتدائي، بينما الثالث يعدّ أيامه القليلة للانتقال لمدرسة أخرى والخوض في غمار الصفّ السابع.

كلّ طفلٍّ منهم يقارب تجهيزه 300 ألف ليرة سوريّة، يضيف للسويداء 24: لا طاقة لي بهم جميعاً على أية حال، فالتجهيزات المدرسيّة كالقرطاسية والحقيبة واللباس المخصص، لا تُغني عن ثياب رديفة ودورات تقوية وأجور مواصلات يوميّة، ومع هذا لا أدري كيف ستؤول الأمور ومن أين الحل.

أحد تجّار اللوازم المدرسيّة في المدينة، بيّن للسويداء 24، ما آلت إليه أسعار تلك اللوازم هذا العام، لتسجّل الحقيبة القماشيّة بنصف بطانة للتقوية من داخلها، مبلغ 150 ألف ليرة، فيما وصلت الحقيبة المدعّمة بطانةً وظهراً مع عجلات جرّ لها، إلى 350 ألف ل.س، لتأخذ الصدّريّات “مريول” الخاصة للحلقة الاولى 25000 ليرة، كأقل سعر.

الدفتر ذو 100 ورقة للعربي، 1500 ليرة، والقلم الازرق ألف ليرة وأكثر، ممحاة قد يخسرها الطفل بيوم واحد نتيجة حجمها وفقدانها بسرعة، 1500 ليرة، ومثلهم للمبراة، و 2000 ليرة للدفتر المخصص للغة الإنكليزيّة، وحدث بلا حرج عن أسعار الكتب المدرسيّة التي تخطّت النسخة الواحدة للصفوف الاعداديّة والثانويّة 50000 ليرة. يمكل البائع، والقائمة لا تتوقف.

“من أيّن تُعلّم النّاس أطفالها؟”، السؤال الذي رُدّد كثيراً على مسمعنا، وسط الأسواق، وأورده جميع من التقينا بهم، حتّى من أمّن لوازم أطفاله، ظلّت الأسعار الفلكيّة تحيّره عن ما تبقّى من أهالي تذوق المرار كلّ يوم، ليأتي الردّ من وزارة التربيّة والتعليم، بتحديد لوازم الطالب من قرطاسيّة تتضمّن فقط الأقلام و دفاتر الكتابة المدرسيّة والمنزليّة، كقرارٍ وزاريّ ذيّله دارم الطبّاع بتوقيعه، واستثنى منه جميع مواد الفنون والأنشطة للأطفال الطلبة!

الرابع من أيلول القادم افتتاح المدارس، أعدّه وزير التربيّة في الحكومة السوريّة، عيداً للمعلمين والطلبة على حدٍ سواء، بحجّة ما وصفه عدم الاختلاط الاجتماعيّ طوال الصيف، نتاج الأوضاع ومنها التنقّلات بالمواصلات وفق قوله، ليتناسى الوزير الطبّاع بأن الوصول للمدرسة هو أمرٌ فرض، يتعيّن على الأهالي تأمين أولادهم بالمواصلات أيضاً، وسط شحّ المحروقات وانعدام آليات النقل العامة، والأهمّ الكارثة المعيشيّة التي دخلت لأكثر من 80% من بيوت السوريين، فهل التعليم بهذه التكاليف مجّاني، والأهمّ، هل سيبقى لجميع السوريين؟، يتساءل ناشطون.