شهبا: تطورات تعيد العنف إلى المدينة

لم تهدأ أصوات إطلاق النار والانفجارات في مدينة شهبا، طيلة الليلة الماضية، في أعقاب اعتراض وائل أبو زكي من مجهولين سلبوا درجاته بعدما حاولوا قتله. لتنجلي الصورة صباح اليوم عن جريمة قتل جديدة، وحرق منزلين.

مراسل السويداء 24 في شهبا، قال إن أصوات إطلاق النار والانفجارات، بدأت الليلة الماضية بعد إسعاف وائل أبو زكي إلى المشفى. مجموعة من أقاربه وأصدقائه، هاجموا منزل شخص اتهموه بالتورط في محاولة قتله. رشقوا المنزل بالرصاص والقنابل اليدوية، ثم هاجموا منزلاً ثانياً في نفس الليلة.

وفي ساعات مبكرة من صباح اليوم، قتل مقربون من وائل أبو زكي، الشاب فارس المخمس، على إثر اتهامه بالتورط في محاولة القتل التي تعرض لها أبو زكي. ردّ أقارب المخمس، بالهجوم على منزل أسامة أبو زكي، وإحراقه.

مصدر أهلي من الحي الذي شهد التطورات، قال في اتصال مع السويداء 24، إن القتيل فارس المخمس من أصحاب الأسبقيات الجنائية فعلاً، لكن اتهامه بمحاولة قتل وائل ابو زكي مُتسرع، فلا وجود لأي أدلة تثبت تورطه أو حتى تجعله متهماً في قضية وائل. وأضاف: قاتله أيضاً من أصحاب الأسبقيات.

المصدر أوضح أن القتيل فارس المخمس، اتصل بأسامة أبو زكي، الذي يقيم في نفس الحي، وهو شقيق وائل، وقال له إن بريء من محاولة قتل شقيقه. وفي محاولة لإثبات براءته، توجه إلى منزل أسامة أبو زكي، فتلقّى أكثر من ثلاث رصاصات أودت بحياته.

القتيل فارس المخمس، الصورة من صفحته على فيس بوك.


رد أقارب المخمس بالهجوم على منزل أسامة ابو زكي، ورشقه بالقنابل اليدوية. لكن المنزل كان خالياً حينها، ولم يخلّف الهجوم الأخير إلّا أضراراً مادية. وبعد ظهر اليوم، دُفن المخمس، وشهدت المدينة هدوءً حذراً، مع اجتماعات لوجهاء شهبا، بهدف بحث التطورات، كان أبرزها اجتماع في منزل الأمير يحيى عامر.

مصدر من وجهاء شهبا، قال في اتصال مع السويداء 24، إن المشكلة لن تتحول ابداً إلى خلاف بين مكونين في المدينة أو عائلتين، فشهبا مكون واحد، وعائلة واحدة، على حد وصفه. وأضاف أن وحدة الصف المتفق عليها بين أبناء المدينة، يجب أن يتم تفعيلها ضد العابثين بأمن وأمان المدينة، من أي فئة كانوا.

وشدد المصدر على أن الخارجين عن القانون والمجرمين لا يتواجدون في حي محدد او لدى عائلة بعينها، ففي كل عائلة ربما يوجد فرد أو أكثر من المتورطين، لذلك تتوجب المسؤولية الاجتماعية تلاحم كل العائلات والمكونات، ضد الخارجين عن القانون والعادات والتقاليد. لا أن تكون بردود افعال عشوائية وفردية.

يذكر أن مدينة شهبا شهدت قبل سنتين انتفاضة أهلية مسلحة أدت لاستئصال عصابة منظمة، كانت مدعومة من الاجهزة الأمنية، وطردها خارج المدينة. تسببت تلك الانتفاضة باستقرار نسبي في شهبا، لكن ضعف منظومة الردع الأهلية، والدور السلبي للسلطات، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الخانقة، كلها أسباب لن تؤدي إلا لنتيجة واحدة: إعادة تفريخ العصابات.