السويداء: العرس الانتخابي بدون “دبيكة”

بينما تخلو شوارع السويداء، من مظاهر الحملات الانتخابية، للمجالس المحلية، وتغيب برامج وطروحات المرشحين، سجّلت بعض القرى والبلدات، انسحابات من الانتخابات، ويبدو أن عدم التزام حزب البعث، بنتائج الاستئناس الحزبي، كان السبب الأبرز لتلك الانسحابات، في ظل غياب أي اهتمام شعبي بالانتخابات.

ويقوم مبدأ الاستئناس، على تصويت البعثيين فقط لمرشحيهم، لينتج عن التصويت قائمة يختار منها البعث مرشحيه. أربعة مرشحين، في نمرة شهبا، أعلنوا عبر صفحاتهم على فيس بوك، انسحابهم من الانتخابات، اعتراضاً على عدم التزام البعث، بنتائج الاستئناس، التي أفضت لترشيح خمسة أسماء، استبدل الحزب اسم واحد منهم، بشخص لم ينجح في الاستئناس.

وفي بلدتي الرحا والمجدل، اتخذ حزب البعث إجراءات مماثلة، باستبدال ناجحين براسبين. ويبدو من أسماء المُستبدلين، أن قيادة البعث اتخذت هذا الإجراء لإرضاء بعض العائلات الكبيرة، التي لم ينجح مرشحوها.

مصدر مطلع على سير انتخابات المجالس المحلية، قال إن الانتهاكات لقانون الانتخاب كثيرة، ومنها ترشح أمين عام المحافظة وسيم عز الدين، لمجلس المحافظة، رغم أنه لا يجوز أن يترشح للمجلس وهو على ملاكه. وقد حاول عز الدين تقديم استقالته قبل الترشح، ولم تصله موافقة على الاستقالة.

وفي ظلّ موقف مجتمعي صامت وغير مكترث بالعملية الانتخابية، يسيطر حزب البعث على غالبية المقاعد، وقد استحوذ الحزب كما تجري العادة، على الكثير من المجالس، من خلال الفوز بالتزكية، المقاربة لعملية التعيين، وبالتالي لا يوجد عملية انتخابية حقيقية. لا بل إن الأحاديث في الأوساط الحزبية، تُسرب أن منصب رئيس مجلس المحافظة ونائبه، سيكون بين وسيم عز الدين ووائل جربوع.

مرشحو حزب البعث، تلقّوا التهاني فور نشر اسمائهم على قوائم الوحدة الوطنية، حتى أن السيد رافع مقلد، هنأ نفسه وشكر قيادته البعثية، بعد نجاحه في الاستئناس. وكانت أخر انجازات رافع مقلد، الذي يشغل منصب أمين سر مجلس المحافظة، أن اتصل بإعلامي في إحدى الصحف الحكومية، وهدده، فقط لأنه كتب مادة انتقد فيها عوامل السلامة في شركة النقل العائدة لابن عمه.

وتأتي انتخابات المجالس المحليّة، للعام 2022 في وقت تعاني فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، فالشارع اليوم لا يبدو مهتماً بالمجالس المحلية، التي لم تعد تقدم إلّا الخدمات السيئة. ومع ذلك يهيمن حزب البعث على العملية الانتخابية، فالغالبية الساحقة من القائمين عليها، هم أعضاء بالحزب، من لجنة الانتخاب القائمة على الصندوق، إلى الجهات القائمة على ضبط العملية ونقل الصناديق، إلى الجهات التي ستعمل على فرز الأصوات وإعلان النتائج.