السويداء: مناشير الحطابين تبدأ بالأشجار المثمرة بعد إبادة الحراج

بدأت مناشير الحطابين بالتوغل بين البساتين المثمرة في محافظة السويداء بمحاولة للقضاء على أشجارها، بعد أن أجهزت على ما تبقى من الأشجار الحراجية.

وطال التحطيب الجائر الأشجار المثمرة في مناطق متفرقة من السويداء خلال الأيام الفائتة. التحطيب جائر وقطع للأشجار المثمرة بدأ خلال الأيام الفائتة ووثقه أصحاب البساتين المتضررة، إذ اشتكى مواطن من قطع أشجار بستان للزيتون مساحته 9 دونمات للشرق من معمل البساط الأخضر.

وفي بستان آخر للمواطن نايف فرج، قطع حطابون بدم بارد، شجرة لوز يزيد عمرها عن 200 عام في منطقة أبو عرقوب للشرق من تل مصاد. كذلك تعرضت 9 أشجار يزيد عمرها عن خمسين عاماً للقطع من أرض تعود ملكيتها للمواطن حسن يحيى شروف في منطقة المديرس الواقعة بين قريتي قنوات ومفعلة.

كما شهدت بلدة الكفر، عمليات تحطيب جائر طالت أشجاراً مثمرة في بساتين البلدة خلال الاسبوع الفائت، ودعا أهالي البلدة لتفعيل دوريات من فصائل البلدة، والتعاون معها، لمكافحة عمليات التحطيب.

استياء واسع بين الأهالي من عمليات التحطيب التي أتت على أحراش المحافظة، وتقترب من بساتينهم، وسط غياب شبه كامل للجهات المختصة عن حماية الأراضي الزراعية من التحطيب. وشهدت محافظة السويداء خلال السنوات الفائتة وخصوصا في العام المنصرم عمليات تحطيب واسعة للأشجار أدت إلى إبادة الأشجار الحراجية.

يدّعي الحطابون أن عدم توافر مادة المازوت الحكومي وارتفاع سعرها في السوق السوداء هو السبب لقيامهم بالتحطيب، ولكن على أرض الواقع يبيع الحطابون طن الحطب بمبالغ تتراوح بين 900 ألف وتصل إلى مليون ومئتي ألف ليرة سورية. فالأمر تحوّل إلى تجارة ربحية.

من جانبها، الحكومة السورية وزعت 50 ليتر مازوت على معظم عائلات المحافظة بينما لم تحصل عائلات كثيرة على مخصصاتها حتى الآن، وهذه الكمية لا تكفي أكثر من عشرة أيام في الشتاء، في ظل ارتفاع سعر المادة في السوق السوداء إلى أرقام فلكية.

وقدّرت الأمم المتحدة حاجة سورية إلى 360 مليون دولار أميركي لوقف تدهور البيئة في البلاد بحلول عام 2030، في حين يتخوف الأهالي من استمرار تراجع الغطاء النباتي وتمدد التصحر في المناطق الزراعية التي يعتاش منها الكثير من فلاحي السويداء.