“ذنبه الجنسية الأمريكية”.. عائلة معتقل من السويداء قلقة على مصيره

انقضت سنة ونصف على اختطاف شعبة المخابرات العسكرية، للمُسن جمال شاهين المتني، من أهالي محافظة السويداء، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، ولا يزال مصيره غامضاً حتى اليوم.

عائلة السيد جمال، أعربت عن قلقها على حياته، في منشورات على الفيس بوك خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أنه وضعه الصحي لم يكن مستقراً قبل اختطافه، كونه يعاني من القلب والزهايمر. وأشارت العائلة إلى أن “ذنبه الوحيد جنسيته الأمريكية”، معتبرة السكوت عن قضيته، تخاذل من جميع فعاليات المحافظة.

ويعود تاريخ اختطاف السيد جمال، إلى يوم الخامس من تموز 2021، عندما اقتحمت منزله مجموعة مسلحة على رأسها راجي فلحوط، واختطفته بقوة السلاح. وكان راجي فلحوط في تلك الفترة، أحد أبرز أذرع المخابرات العسكرية في محافظة السويداء، قبل اجتثاث مجموعته في اشتباكات مسلحة العام الماضي.

مصادر السويداء 24 ذكرت أن فلحوط تلقّى أوامراً مباشرة من شعبة المخابرات العسكرية لخطف السيد جمال، وتسليمه للشعبة، بذريعة تقارير ضده تتعلق بتمويل الإرهاب. لكن الأبتزاز الذي تعرضت له عائلته، من طلب مبالغ مالية باهظة، وصولاً إلى التهديدات المتكررة وعدم السؤال عنه، يؤكد رواية عائلته أن التهمة الموجهة له، ملفقة، ولا أساس لها من الصحة.

فالسيد جمال، أمضى سنوات طويلة من حياته مغترباً في الولايات المتحدة الأمريكية، بعيداً عن أي نشاطات سياسية، وعاد لزيارة بلده سوريا في آذار 2021، عبر مطار دمشق الدولي، أي قبل أربعة شهور من اختطافه. كما أنه لم يمثل أمام أي جهة قضائية حتى تاريخ اليوم.

ومن المتحمل أن عملية خطفه من المخابرات العسكرية، مرتبطة بالفعل بجنسيته الأمريكية، مع وجود تقارير تتحدث عن اختطاف الأجهزة الأمنية عدة اشخاص يحملون الجنسية الأمريكية خلال السنوات الماضية، وهو اسلوب اتبعته إيران سابقاً، في خطف الأمريكيين لتحقيق مكاسب معينة، لا سيما مع العقوبات المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة على مسؤولي النظام السوري.

وكانت عائلته المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، قد طلبت من وزارة الخارجية الأمريكية التدخل في قضيته، منذ الأشهر الاولى لاختطافه، فكان رد السلطات الأمريكية، بعدم وجود علاقات مع النظام السوري، مع التعهد بمتابعة قضيته ضمن الإمكانيات المتاحة، وفق تأكيد أحد أفراد العائلة.

وفي وقت يدعو فيه النظام السوريين في الخارج للعودة إلى حضن الوطن، فهل هذا هو حضن الوطن الذي تدعون الناس للعودة اليه ؟