السويداء: حملة عسكرية لتهجير المهجرين

داهمت قوات أمنية وعسكرية مشتركة مع ميليشيات مسلحة، تجمعاً سكنياً لمواطنين مهجرين، يقطنون بين محافظتي درعا والسويداء، صباح اليوم الخميس، ونفذت اعتقالات وعمليات تعفيش.

وقال مراسل السويداء 24 في الريف الغربي، إن الحملة انطلقت من موقعين للجيش السوري: اللواء 12، واللواء 52، شرقي درعا، بمؤازرة ميليشيات تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، مشيراً إلى أنها طوّقت تجمع خيم ومزارع تعيش فيها عشرات العائلات المهجرة، في المنطقة الممتدة بين صما الهنيدات غربي السويداء، والمليحة شرقي درعا.

وأضاف المراسل أن الحملة المشتركة داهمت الخيم والمزارع، واعتدت على المدنيين بالضرب، كما اعتقلت عدة أشخاص عُرف منهم سامر الحوساني، فضلاً عن سلب أموال ودراجات نارية وعدد من رؤوس المواشي، قبل أن تنسحب الحملة من المنطقة وتعود إلى مواقعها.

ويعيش في المنطقة الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، منذ سنوات، مئات المدنيين المهجرين من عشائر البدو، والذين تم تهجيرهم من قراهم وبيوتهم في محافظة السويداء، خلال الفترة الممتدة بين 2013-2018. وينحدر المهجرون بشكل رئيسي من قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي “الأصفر، شنوان، رجم الدولة..”. وبعض قرى الريف الغربي كعريقة وذيبين.

مصدر أمني ادّعى في اتصال مع السويداء 24، أن الحملة انطلقت للبحث عن مطلوبين بقضايا تتعلق بتجارة المخدرات، والعمل لصالح خلايا تنظيم داعش الإرهابي.

أحد الأهالي القاطنين في المنطقة، قال للسويداء 24، إن الحملة تهدف لطرد المهجرين، في وقت لم تقدم السلطات لهم أي حلول للعودة إلى مناطقهم التي هُجروا منها. فالجيش يستولي على عشرات البيوت في مناطق المهجرين الأصلية، ويتخذ منها نقاطاً عسكرية رافضاً إخلاءها، كما أن الكثير من البيوت جُرفت أو دُمرت بفعل العمليات العسكرية.

ويبدو أن حملات ممنهجة ستستهدف المهجرين في هذه المنطقة خلال الأيام القليلة القادمة، حيث أفادت مصادر أهلية أن الفيلق الخامس المدعوم من روسيا في ريف درعا الشرقي، أنذر المهجرين القاطنين في قرية جبيب، بمغادرة القرية، خلال مهلة أقصاها ثلاثة أيام، تنتهي يوم الغد.

الملفت، أن تتزامن هذه الحملات ضد المهجرين داخل وطنهم، مع الحملات التي ينفذها الجيش اللبناني على المهجرين السوريين في لبنان، وكأنه اتفاق ضمني، على تهجير المهجرين، دون تهيئة أي ظروف مناسبة في مناطقهم. ليعلق أحد المهجرين: وين بدنا نروح بحالنا ؟