“برع في الطب والسياسية”.. بولندا تودع طبيباً من السويداء

بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، في مجالي الطب والسياسية، ودّعت بولندا بموكب جنائزي رسمي، الطبيب رياض حيدر، المنحدر من محافظة السويداء في جنوب سوريا، بعد وفاته عن عمر ناهز 72 عاماً.

الطبيب الإنسان، تصدّر خبر وفاته الكثير عناوين الصفحات الأولى في الصحف البولندية، نظراً للمكانة التي يتمتع فيها، ليس كنائب في البرلمان البولندي فحسب، بل كطبيب سخّر حياته لخدمة المرضى والأطفال، وحصد عشرات التكريمات والأوسمة من أرفع مسؤولي الدولة هناك، على تفانيه في عمله.

د. رياض حيدر الذي ولد في محافظة السويداء عام 1951، سافر في ربيع عمره لدراسة الطب في بولندا عام 1973، واختص في مشافي بولندا بمجال طب الأطفال والخدج، ليكون من الرائدين في مجاله، ويحقق إنجازات بغاية الأهمية في هذا المجال، فنال شعبية واسعة اوصلته إلى مقاعد البرلمان البولندي، عام 2019.

الصحافية مزنة بلان، ابنة شقيقة الراحل، كتبت كلمات مؤثرة في رحيله، “قدرنا يا خالي العزيز أن تتجاور أوطاننا البديلة ليُكتب لنا أن نمشي في جنازتك بدلاً من أن نفرح بالاكتفاء بك ومتعة القرب من شخصٍ لا تجلب الدنيا نسخاً عديدة منه”.

وقالت بلان “لا أعلم أهي ضريبة الغربة بحرماننا من نخبتها ومتعة العيش معهم أم هي مكافأة لهم ولكل شخصٍ سنحت له فرصة الخروج من بلادنا العالقة في صغائر الأمور، الغارقة في الإهمال لطاقات أبنائها، لتقدمهم على طبقٍ من ذهب لبلادٍ أخرى هي الأجدر حتماً بهم وبإنجازاتهم وبمثواهم الأخير”.

وأضافت “تقديرٌ يليق بالكبار الذي أنت منهم واحتفاءٌ بمسيرتك اختلطت فيه مشاعر الحزن مع الفخر وامتزجت به دموع الوداع بدموع الفرح في موكبٍ جنائزيٍّ رسميٍّ رُفعت فيه طلقات الجيش البولندي احتراماً وتقديراً  لشابٍّ عربيٍّ سوريٍّ جاء من محافظة صغيرة بالكاد تعرفها الأمم، نافس ليحجز مكاناً بين كبار المؤثرين والفاعلين في مجتمعٍ بولنديٍّ يفيض بالعنصرية المعادية جهراً للأجانب وتحديداً للعرب”.

“طبيبٌ برع في الطب وسياسيٌّ برز في السياسة وصولاً إلى البرلمان وإنسانيٌّ علا اسمه أكبر مؤسسات البلاد الخيرية. تكريمٌ أخير بعد أوسمة استحقاقٍ رفيعة نال نصيبه منها من قبل عدة رؤساءٍ بولنديين نظراً لجهوده الطبية والإنسانية الزاخرة ليكون أول عربيٍّ في بولندا يحصل عليها، كما شارعٌ سيكنّى باسمه في سابقة عربية أيضاً.
محبةٌ رأيتها بأم العين ودموعٌ سخية انهمرت على شخصٍ عبر الأديان والأوطان وتبع الإنسانية فقط.
وصبرٌ أتمناه لشريكة دربه(إيرينا)، لأبنائه، ولأمي وإخوتها، ولعلّ لوعة قلب جدّتي ودموع اشتياقها قد هدأت الآن بتجاور أرواحكما”.