من يفزع لقرى درعا والسويداء المنكوبة ؟

في منطقة اللجاة الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، عشر قرى على الأقل سوّيت منازلها في الأرض، بفعل البراميل المتفجرة، والجرافات العسكرية، في عام 2018.

ولا يزال أهالي هذه القرى، مشردون في سهول حوران، ويعانون ظروفاً قاسية، فلا الحكومة السورية تلفت لهم، ولا الضامن الروسي يفي بوعوده، ولا نصيب لهم من الفزعات الأهلية.

الشومرة، والشياح، سطح القعدان، العلالي، المدورة، سطح المرامي، الطف، السحاحل، حوش حمّاد، التبّة.  قرى متفاوتة الأحجام، بين تجمعات سكنية صغيرة، وقرى كان عدد سكّانها يتجاوز 3 آلاف نسمة. كان سكّان هذه القرى من عشائر درعا والسويداء، غالبيتهم يعملون في رعاية المواشي، ومن أصحاب الدخل المحدود.

تعرضت هذه القرى، لعمليات تدمير ممنهجة، إبان تطبيق اتفاق التسوية في عام 2018 جنوب سوريا، فقد كانت قبل ذلك التاريخ، تحت سيطرة قوى الأمر الواقع في المنطقة، كالمعارضة المسلحة، وتنظيم داعش الإرهابي. وكانت مسرحاً للعمليات العسكرية، طيلة سنوات الحرب.

عند دخول الجيش السوري إلى هذه القرى في عام 2018، وبعد أن دُمّرت الكثير من منازلها بالقصف، أكملت المهمة جرافات عسكرية تابعة للجيش، وهدمت ما تبقّى من البيوت، ليتشرّد السكان إلى سهول حوران. جرف البيوت وتدميرها، لم يقتصر على من كانوا معارضين للنظام، بل طال بيوت الموالين، وحتى بيوت ضباط وعناصر في الجيش السوري من أهالي المنطقة.

وبعد سماح الحكومة السورية للأهالي بالعودة إلى قراهم في العامين الماضيين، وجدوا بيوتهم مدمرة بالكامل، والقرى خالية من كل الخدمات. لا مدارس، ولا شبكات مياه، ولا كهرباء، ولا اتصالات.

مئات العائلات من هذه القرى تعيش ظروفاً مأساوية، في وقت يتغنى إعلام الحكومة السورية بفزعات أهلية تحصل في قرى قريبة منهم، بريفي درعا والسويداء، يجمع الأهالي فيها مئات الملايين، لتأهيل بعض الخدمات. أما قرى اللجاة، فلا أحد يلتفت لمعاناة أطفالها، ونسائها، من عدم توفّر أدنى مقومات الحياة.

أحد سكان القرى قال في اتصال مع السويداء 24: نشاهد بحسرة فزعات الأهالي الماليّة، نحن ليس لدينا مغتربين ليدفعوا الأموال. لا أحد يلتفت لنا، بيوتنا مدمرة بالكامل، خمس سنوات ولا نزال في السهول والخيم، ولا نجد من يفزع لنا، فإلى متى يستمر هذا الحال ؟