يوميات مدينة السويداء مع القنابل اليدوية

تكاد لا تمر ليلة في مدينة السويداء، إلّا وتدوي فيها أصوات الإنفجارات، ورشقات الرصاص، حتى اعتاد الأهالي على سماعها، وباتت لا تفارق لياليهم.

كما اعتادت شبكات الأخبار المحلية التي تغطي أخبار المدينة، على التسابق في نقل الخبر: عاجل، انفجار مجهول الأسباب، ونوافيكم بالتفاصيل حال ورودها.

والفاعل في معظم الحالات: مجهول على دراجة نارية يلقي قنبلة بغرض ترهيب خصم له، ومدينة بأكملها، أو خلاف لا يعلم سببه إلّا أطرافه، وأحياناً مجموعات أهلية تطارد اللصوص وتشتبك معهم. فهنا، الأجهزة الأمنية لا تتولى هذه المهمة، وإذا اتصلت بهم لحالة ما، يعتذرون عن تحريك دورياتهم.

ليلة الخميس، سمع دوي انفجارين ورشقات رصاص في مدينة السويداء، في حادثتين منفصلتين، الأولى كانت إحباط الأهالي لمحاولة سرقة أكبال الاتصالات. أما الحادثة الثانية، فكانت خلافاً بين “زعران الليل” في المنطقة الصناعية، الذين لم يشفي غليلهم الصراخ على بعضهم، فاستخدموا الرصاص والقنابل.

ولا يبدو أن استخدام الأسلحة سبب إصابات في صفوف “عديمي الأخلاق والضمير” كما وصفهم الأهالي، لكن الأضرار كالعادة كانت من نصيب السكان وأصحاب المنازل التجارية، فقد تسبب الرصاص بتضرر محلين، وشقة سكنية، على الأقل.

ومن المؤسف القول، إن هذه الممارسات باتت اعتيادية، وربما لم تعد أصوات الانفجارات اليومية تثير قلق كل الناس كما في السابق، فاللجوء إلى السلاح في أبسط الخلافات، وحتى في المناسبات، أتراحاً وأفراحاً، يمثّل اليوم ثقافة دخيلة علينا، يبدو أننا سنحتاج وقتاً طويلاً للتخلص منها.

صورة لأحد المحلات المتضررة في المنطقة الصناعية