السويداء 24
سجلت محافظة السويداء ارتفاعاً في حالات الإصابة بالتهاب الكبد A خلال الأيام الماضية، في ظل تزايد تفشي الأمراض الناجمة عن مصادر الشرب والطعام.
وتركزت حالات التهاب الكبد A خلال الأيام القليلة الماضية في منطقة صلخد والقرى المجاورة لها جنوب محافظة السويداء، وفق ما أفادت طبيبة مختصة في الهضمية.
وأكدت في اتصال مع السويداء 24، أن أعداد المرضى غير مسبوقة، وهناك حالات يومية تُسجل في بلدة عرمان ومدينة صلخد. وكون أعداد المرضى ليست قليلة، رجحت الطبيبة أنّ تلوث مياه الشرب ومياه الآبار القريبة من مياه الصرف الصحي هي مصدر المرض.
كما أوضحت أنّ طرق العدوى بهذا المرض عن طريق تناول الطعام الملوث أو الشراب الملوث، أي بالمصطلح الطبي عن طريق “العدوى بالطريق الفموي البرازي”. ونصحت المواطنين بتعقيم مياه الشرب وغليها لمدة عشر دقائق ثم تبريدها واستعمالها، بالإضافة لتعقيم الخضار والفواكه بالنقع لمدة ثلث ساعة بالماء والخل، وغسل اليدين جيداً.
وتعدّ مشكلة غلاء الأدوية ونقص التحاليل في المشافي، أبرز المعوقات التي تواجه المرضى، وتعيق اكتشافهم للمرض وتعرض غيرهم للعدوى. ومن أبرز أسباب ذلك عدم توافر التحاليل اللازمة ضمن المشافي العامة، وعدم قدرة المرضى الدفع للمخابر الخاصة بالإضافة لغلاء الأدوية الفاحش.
وناشدت الطبيبة، الجهات المعنية بمراقبة مياه الشرب والآبار وتحليلها بشكل دوري، فضلاً عن مراقبة مياه المسابح والتأكد من صلاحيتها.
مئات الحالات بأعراض مشتركة
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي المحلية عن وصول مئات الحالات المرضية في الأسابيع القليلة الماضية إلى مشافي السويداء، وتشترك بنفس الأعراض من الإسهال والاقياء والغثيان وألم بطني شديد بالإضافة لوهن عام ودوخة وحمة.
وذكرت الصيدلانية نور أبو عسلي أنّ الصيدليات بدأت تفقد المخزون من الأدوية ولاسيّما أدوية الجهاز الهضمي والسيرومات والأدوية الاسعافية الوريدية.
وحذّرت من تدهور الوضع الصحي، واحتمال الوصول لمرحلة تعجز فيها المشافي والصيدليات عن تقديم أي شي للمريض. كما رجحت أن السبب وراء انتشار المرض تلوث مياه الشرب وري الخضروات بمياه آسنة وحقن بعض الفواكه بالمواد الكيماوية لتسريع نضجها وبيعها في غير موسمها، بالإضافة لتلوث مياه المسابح.
مدير الصحّة: لا وباء في السويداء
بعد انتشار تقارير إعلامية عن تفشي الأمراض، أعلنت محافظة السويداء عن اجتماع للمجلس الصحي الفرعي للوقوف على حالة الصحة العامة في المحافظة. وترأس الاجتماع محافظ السويداء بسام بارسيك.
واعتبر مدير صحة السويداء د. طارق الجمال أنه لا وجود لأي وباء في المحافظة كما يشاع وإن حالات الإسهال عند الأطفال ضمن النسبة المعتاد عليها في فصل الصيف.
مشيراً إلى أن ثلاث حالات فقط كانت تحاليلها إيجابية من جهة مرض الكوليرا. وحول حالات التهاب الأمعاء التي شهدت انتشاراً ملحوظاً أوضح د. الجمال أنها ناتجة عن الخضار الملوثة والأغذية التي تعرض مكشوفة وقلة الاهتمام بنظافة الخضار والفاكهة.
ولم يتطرق المجتمعون إلى تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي، واكتفوا بتحذير المواطنين من وجوب الانتباه إلى النظافة الشخصية. مع العلم أن أزمة المياه الحادة التي تعيشها محافظة السويداء في الفترة الماضية، باتت تدفع الأهالي للاعتماد على مصادر مياه عديدة كشراء المياه من الآبار الخاصة.
ولا تبدو التطمينات الحكومية مقنعة لأهالي السويداء، فأعداد المرضى المتزايدة تشير إلى وجود مشكلة عامة تؤثر على سكان المحافظة. هذا الواقع، وبعيداَ عن الهلع، يتطلب استنفاراَ حقيقياً من الجهات الحكومية المعنية، إضافة إلى حذر أكبر من السكان والالتزام بالإرشادات الصحية.