السويداء: إبادة ممنهجة للغطاء الأخضر

بدأ فصل الشتاء البارد في السويداء، وارتفعت معه وتيرة التحطيب الجائر، التي لا تقتصر على الأشجار الحراجية، بل تمتد إلى الأشجار المثمرة وكروم الفلاحين، في أزمة متفاقمة تتحمل الحكومة المتخاذلة عن توفير وسائل الدفء للمواطنين، المسؤولية الأكبر فيها.

توثق هذه الصور التي حصلت عليها السويداء 24، تحطيباً جائراً طال عشرات الأشجار في منطقة ظهر الجبل، قبل بضعة أيام، أثناء منخفض جوي بارد شهدته المحافظة.

تحت جنح الضباب، أباد مجموعة من الحطّابين هذه الأشجار، ولا يبدو أن غايتهم توفير التدفئة، إنما المتاجرة بالحطب وبيعه بأرقام فلكية، حيث يتراوح سعر الطن الواحد، بين مليوني وثلاثة ملايين ليرة.

أحد مزارعي التفاح في منطقة ظهر الجبل، قال للسويداء 24، إن غالبية المزارعين يضطرون لحراسة كرومهم بشكل يومي، أو الاستعانة بنواطير. وعادة ما يلجأون لاستخدام الأسلحة النارية عند الاشتباه بعمليات تحطيب في كرومهم أو كروم جيرانهم.

“لا خيار آخر أمامنا للتصدي للحطّابين، في ظل تخلي الدولة عن كامل مسؤولياتها”، يضيف المصدر أن الحطّابين يحملون الأسلحة، ويستخدمونها بشكل فعلي إذا شعروا بالخطر، لذلك لا يمكن التصدي لهم دون استخدام القوّة على حد تعبيره.

ويتزايد الطلب بين المواطنين على الحطب، نتيجة عدم التزام الدولة بتوزيت مخصصاتهم من المازوت، فالدفعة الأولى المقدرة ب 50 ليتر على سعر ألفي ليرة، لم ينتهي توزيعها حتى اليوم، وربما تحتاج شهرين إضافيين. في وقت يبلغ فيه سعر ليتر المازوت في السوق السوداء 13 ألف ليرة.

ويتلاشى الغطاء الأخضر في محافظة السويداء بشكل تدريجي، فهناك أحراج كاملة أُبيدت في السنوات الماضية، كحرش مطار الكفر الزراعي، وسد الروم، وسد العين، ما يهدد بكارثة بيئية.

كل ذلك، والحكومة في وادٍ آخر، حيث حط مسؤولوها الرحال اليوم في الإمارات العربية المتحدة، للمشاركة في قمة المناخ، في الوقت الذي يسبب تقصيرهم أكبر كارثة على المناخ في سوريا، وفق ناشطين.