بين الأجهزة الأمنية السورية والأمن العام اللبناني، تعرض أربعة شبان من أبناء محافظة السويداء للتوقيف في ظروف مختلفة خلال الشهر الجاري، في أثناء محاولاتهم الانتقال من سوريا إلى لبنان، بطرق غير شرعية، وفق مصادر محلية.
منذ الخامس من شباط الجاري، يقبع الشابين بشار بحصاص وربيع أبو غانم في الفرع 227 التابع للمخابرات العسكرية في دمشق، وفق ما ذكرت مصادر خاصة للسويداء 24، بعدما سلّمهما المهرب الذي اتفقا معه على الخروج إلى لبنان عبر ريف حمص.
وأوضحت المصادر أن الشابين المنحدرين من قرية سالي في الريف الشرقي للسويداء، يواجه أحدهما قضية التخلف عن الخدمة الإلزامية، أما الآخر فالتهمة الموجهة له هي محاولة السفر خارج البلاد بطريقة غير شرعية.
كذا الحال مع الشاب راتب أبو علوان من أهالي قرية مردك في ريف السويداء، الذي اعتُقل الخامس عشر من الشهر الجاري، في أثناء محاولته السفر إلى لبنان بطريقة غير شرعية. ويبلغ أبو علوان من العمر 31 عاماً، وهو مطلوب للخدمة العسكرية وفق ما ذكرت صفحة الراصد.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، لم يسعف الحظ الشاب جواد زياد ابو خير من ابناء السويداء، بالوصول إلى وجهته، بعدما نجح في تجاوز الحدود وحواجز الأمن السورية. إذ وقع في قبضة الجيش اللبناني، قبل بضعة أيام، لتنقطع أخباره منذ توقيفه في لبنان، وسط مخاوف من تسليمه إلى الجانب السوري.
ويعد طريق التهريب بين سوريا ولبنان عبر محافظة حمص الأكثر شيوعاً واستخداماً، إذ تنشط على جانبي الحدود جماعات مسلحة منظمة ومتخصصة في التهريب. وترتبط هذه الجماعات مع الأجهزة الأمنية السورية، وتتقاسم المرابح المالية معها، وفق ما تشير تقارير صحافية.
الملفت أن هذا الطريق على وجه التحديد محفوف بالمخاطر، فإن نجا الشخص من الحواجز الأمنية، يقع في قبضة عصابات التهريب ويتعرض للخطف، وفي حال نجح بالوصول إلى لبنان، تنتظره دوريات وحواجز الجيش اللبناني، بعدما كثّف الأخير من نشاطه في الأشهر الماضية، لمواجهة تزايد عمليات تهريب البشر بين البلدين.
ويدفع ضيق الحال، وانعدام فرص العمل، مع انسداد الآفاق بوجه الشباب الكثير منهم للتوجه إلى لبنان بطرق غير شرعية، لاعتبارات كثيرة منها المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، او عدم القدرة على الدخول بطريقة قانونية إلى لبنان نتيجة الإجراءات المشددة على دخول السوريين. ويبحث الشبان هناك عن فرصة جديدة للحياة خارج هذين البلدين.
الكثير من المسافرين غير الشرعيين إلى لبنان منذ عامين على أقل تقدير لا يستقرون فيها، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية هناك، إنما تكون منطلقاً لهم نحو “بلاد الله الواسعة”، لعلّهم يجدون فرصاً أفضل للحياة، بعيداً عن واقع متردٍ يعرفه القاضي والداني، ولكن أقبية الأمن تكون بانتظارهم قي بعض الحالات..