مشايخ الطائفة يدعون للتهدئة غداة تشييع “شهيد الواجب”

تطابقت مواقف مشايخ الطائفة الدرزية، مع نشطاء المعارضة والحراك السلمي، في الدعوة إلى التهدئة، والتحذير من انجراف المحافظة إلى دوامة عنف، عقب سقوط أول ضحية في الاحتجاجات المناوئة للنظام، برصاص قوات الأمن.

وأفاد مراسل السويداء 24، أن سماحة شيخ العقل يوسف جربوع، حضر في تشييع الفقيد جواد الباروكي، في مدينة السويداء اليوم الخميس. وقال سماحته، إن كل نقطة دم تسيل في المجتمع هي خسارة للجميع، مشيراً إلى “فتنة تحاك للمحافظة” تتطلب الوعي والحكمة لوأدها.

من جانبه دعا سماحة شيخ العقل حمود الحناوي إلى ضبط النفس في هذه “الظروف الحرجة”، مشيداً بموقف آل الباروكي بتحمّل هذا الموقف الذي راح ضحيته شخص بريء، ومراعاته بالعقل والحكمة، لوأد الفتنة وحقن الدماء. وأشار الحناوي إلى أن ما حصل “لا يجوز” ويجب على كل الأطراف تحمل مسؤولياتها. كما أكد ضرورة الحفاظ على أمن السويداء.

وسبق سماحة شيخي العقل، تصريح للرئيس الروحي للطائفة سماحة الشيخ حكمت الهجري أمس الأربعاء، عند استقباله وفداً من المحتجين بعد جريمة قتل المتظاهر، دعا خلاله إلى تشييعه “شهيداً للواجب”، ووصف قاتليه بأيادي الغدر، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المسار السلمي للحراك، وأن الفاعل بما فعل.

دعوات مشايخ الطائفة الدرزية، لم تختلف بمضمونها عن مواقف المعارضة والحراك السلمي في محافظة السويداء، في التأكيد على رفض الانجرار إلى العنف. وطالب عدد من نشطاء المعارضة في لقاءات مع السويداء 24، بمحاسبة مطلقي النار من قوى الأمن وفق القانون، مشددين على التمسك بسلمية حراكهم.

وانطلقت مظاهرات غاضبة في شوارع مدينة السويداء عقب تشييع جواد الباروكي، شارك فيها المئات. وردد المشيعون شعارات تطالب بإسقاط النظام، وتطبيق القرارات الأممية التي تنص على الانتقال السلمي للسلطة.

وعاشت مدينة السويداء الليلة الماضية، أجواء من القلق والتوتر، على وقع هجمات صاروخية لم تعلن أي جهة المسؤولية عنها، استهدفت مراكزاً أمنية ومقرات للجيش والمخابرات. ولم تؤدي هذه الهجمات لسقوط خسائر بشرية، لكنها سببت أضراراً مادية في المواقع المستهدفة، وفي بعض الشقق السكنية.

يذكر أن محافظة السويداء تشهد حراكاً سلمياً معارضاً منذ منتصف آب/أغسطس الفائت، يحمل مروحة واسعة من المطالب السياسية والاقتصادية والمعيشية، بمشاركة الآلاف في مظاهرات شبه يومية. أدارت السلطات الأمنية ظهرها لهذه الاحتجاجات، ولم تتدخل فيها، باسثتناء حالات نادرة حصل فيها احتكاك بين قوات الأمن والمتظاهرين، كحادثة يوم الأمس.