رحلة من السويداء إلى أوروبا تنتهي بالخطف في إيران

لم يسعف الحظ شاباً عشرينياً من السويداء، في الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، بعدما وقع ضحية للاحتيال وتعرض للخطف في إيران لمدة عشرين يوماً.

الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه، كشف للسويداء 24 كامل تفاصيل رحلته الخطيرة، التي نجا منها بأعجوبة قبل بضعة أيام. الحكاية بدأت بقراءة منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، لحساب ادعى أن لديه “طريقاً مضموناً” نحو أوروبا، التي بات الوصول لها بمثابة حلمٍ لكثير من السوريين الذين تقطعت بهم السبل.

اتصل الشاب مع صاحب الرقم الذي عرف عن نفسه باسم محمد، وادّعى إقامته في تركيا. محمد، عرض على الشاب الهجرة عن طريق إيران ثم تركيا، ومنها بالباخرة إلى أوروبا، مقابل مبلغ 6600 دولار أمريكي. وما جعل الشاب يطمأن للعرض، قول السمسار إنه لا يستلم المال إلا بعد وصول الشخص إلى وجهته.

ولكن ما حصل لاحقاً، يظهر أن ما العملية ما هي إلّا استدراج، إذ استمعت السويداء 24 إلى تسجيلات صوتية للسمسار محمد، كان يقنع فيها الشاب بأن الرحلة مضمونة، ومريحة، ولا يوجد فيها أي مخاطر.

بدأت رحلة محدثنا بشراء تذكرة طيران إلى إيران، في 16 شباط/فبراير، وبعد وصوله إلى مطار طهران، استقبله شخص سوري يلقب نفسه “أبو حيدر”. من طهران، حجز “ابو حيدر” للشاب رحلة في الحافلة استغرقت عدة ساعات إلى مقاطعة خوي قرب الحدود الإيرانية التركية.

في تلك المقاطعة استقبله مهرب آخر، في نقطة تجمع كان فيها أكثر من 40 شخصاً يتحضرون للسفر مثله، غالبيتهم من أفغانستان. باتت هنا رحلة الشاب ضمن مجموعة كبيرة، نقل أفرادها المهرب في سيارة بيك آب، إلى قرية كركوش الحدودية، التي تفصلها مسافة قصيرة جداً عن الأراضي التركية.

“ثلاثة أيام كدنا نتجمد فيها من البرد ونحن ننتظر اللحظة المناسبة لدخول الأراضي التركية”، يصف الشاب تفاصيلاً قاسية عاشها قبل محاولة تجاوز الحدود التي انتهت سريعاً بالقاء الجندرمة التركية القبض على كامل أفراد المجموعة، وطردهم خارج الحدود، بعد الاعتداء عليهم بالضرب الشديد.

عادت المجموعة من حيث جاءت، وبرفقتها عدّة مهربين، باتجاه قرية كركوش. لكن في لحظة وصولهم، باتوا بحكم المخطوفين لدى المهربين أنفسهم. إذ تحولت رحلة الهجرة إلى عملية خطف في إيران، استمرت حوالي عشرين يوماً، وانتهت بدفع عائلة الشاب فدية مالية أرسلتها إلى إيران، تقدر بحوالي ألفي دولار.

عاد الشاب أدراجه إلى سوريا، بعدما أمن المهربون طريقه إلى طهران، وقال للسويداء 24 إنه لا يفكر بتكرار هذه التجربة ابداً، وأنه حالياً بوضع صحي ونفسي سيء. الشاب حذّر كل من يفكر بالسفر بعدم سلوك هذه الطرق حفاظاً على حياتهم وسلامتهم.

ولا تعدّ هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في إيران، فقد بثت وسائل إعلام قبل سنتين مشاهد فيديو لمجموعة سوريين وهم يتعرضون للتعذيب الشديد من عصابة اختطفتهم في إيران، أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا.