بيانات إحصائية في #السويداء تكشف خللاً في بناء الأسرة..!

كشفت بيانات إحصائية في محافظة السويداء، عن انخفاض عدد حالات الزواج من 2700 حالة عام 2011، الى 1967 حالة عام 2018، تزامناً مع تضاعف عدد حالات الطلاق، والتي سجلت عام 2011، 400 حالة.

وقال مهتمون بشؤون الأسرة للسويداء24، أن هذه الأرقام تُبيّن خللاً واضحاً في بناء الأسرة بالسويداء، في السنوات الثمان الأخيرة.

وأوضحت الحقوقية ريتا للسويداء24، أن أبحاث عدّة أكدت أن معظم حالات الطلاق تحدث في السنة الثالثة من الزواج، حيث لا يتقبل أحد الزوجين، أو كلاهما التغبيرات الجذرية في حياتهما بعد الزواج.

مضيفة أن سنوات الحرب الثمان في سوريا، أثرت عموماً على أهالي السويداء، مرجعة أسباب الطلاق إلى عدة أمور أهمها:
الزواج المبكر، الهجر، القسوة الدائمة أو المستمرة والمتصلة، والاعتداء بالضرب، وإدمان الخمور أو السُكر المستمر، وإدمان المخدرات..إلخ.

وأفصحت ريتا، أن هذه الأسباب ازدادت في السنوات المنصرمة في المحافظة، نتيجة لفقد الرادع الأخلاقي والديني بشكل عام، والزواج غير المتكافئ الذي أوجدت أسبابه الحرب.

ورأت المعلمة ليلى، أن انخفاض عدد حالات الزواج بالسويداء سببه، هجرة شبان السويداء هرباً من الخدمة العسكرية، أو بقصد التحصيل العلمي، أو لتأمين حياة أفضل، مما يؤدي إلى ازدياد نسبة الإناث عن الذكور، مما يؤدي حتماً إلى انخفاض حالات الزواج.

ولفتت ليلى، إلى أن هذا الأمر ينعكس سلباً في الإتجاه الآخر، فهذه الأسباب نفسها، دفعت عدداً لا بأس به من العائلات لتزويج بناتها زواجاً غير متكافئ، إن كان من الناحية العلمية والثقافية، أو الاجتماعية والمادية، أو الفارق العمري الكبير.

عنوسة أم #إضرابعنالزواج

وفي حديث مع مختصة في علم النفس تيماء قالت: أحد أسباب “الإضراب عن الزواج”، كون مصطلح “العنوسة” مهين حسب تعبيرها:
الأوضاع الاقتصادية الراهنة، والتكاليف الباهضة التي يتكبدها الشاب لإنجاز خطوة الزواج، وخوفه من العجز عن تأمين متطلبات الزوجة والأطفال فيما بعد.

لافتة إلى الوعي لدى معظم الفتيات، وعدم الانجرار وراء أحكام المجتمع البالية حول التأخر في الزواج، مرجعة ذلك إلى زيادة نسبة الفتيات المتعلمات، واستقلالهم المادي، ورفض الفتيات القبول بأي شخص، لا يتحلى بما تصبو إليه كل فتاة، فقط لمجرد الزواج والخوف من هاجس “العنوسة”.

الزواج_المبكر

ونوّهت تيماء، إلى أن الزواج المبكر أحد أهم أسباب الطلاق، حيث التغيرات النفسية لكلا الطرفين لاتكون مكتملة بالنضج والوعي المناسب لتأسيس أسرة نموذجية، حيث أن تربية الأطفال وتحمل الأعباء والمسؤوليات، تتطلب وعياً ونضجاً من الزوجين، لن يتواجد بالشكل المطلوب إن كان أحد الزوجين قاصراً.

كما أن تطورات الحياة الراهنة، وقلة الوعي، والمقارنات والشعور بالنقص، تدعو إلى رفض الواقع المعيشي والاجتماعي للأسرة بعد فترة من الزواج، وبالتالي زيادة المشاكل والتي بدورها من الممكن أن تؤدي إلى الطلاق.