السويداء 24 ترصد مقتل 29 شخص في السويداء خلال شهر أذار 2020 .!

رصدت السويداء 24 مقتل 29 شخص وإصابة 27 أخرين، في حوادث عنف متفرقة، شهدتها محافظة السويداء، خلال شهر أذار/مارس، وهي حصيلة العنف الشهرية الأعلى منذ أواخر عام 2018.

ووثقت السويداء 24، مقتل 8 مدنيين من ضمن حصيلة العنف، و19 قتيلاً من عناصر الفصائل المحلية المسلحة، وقتيل واحد من الجيش السوري، بالإضافة إلى قتيل واحد من فصيل الفيلق الخامس، فضلاً عن توثيق إصابة 27 شخص في حوادث متفرقة، بين مدنيين ومسلحين.

وبالنسبة للجهات المسؤولة عن قتل المدنيين الثمانية، سجلت السويداء 24، مقتل مدنيين اثنين على يد الجيش السوري وأجهزة الأمن، ومقتل اثنين أخرين بظروف غامضة على يد جهات مجهولة، إضافة لتوثيق مقتل مدني واحد على يد عناصر الفيلق الخامس، وتسجيل حالة انتحار واحدة، ومقتل مدنيين اثنين في جرائم جنائية.

وبالنسبة لأطراف الصراع، والأشخاص المسلحين، وثقت السويداء 24 مقتل 21 شخص، كان بينهم 19 عنصر من الفصائل المحلية المسلحة، قتلوا في حوادث متفرقة، كان أبرزها حادثتي القريا، وحاجز العيّن، كما سجلت السويداء 24، مقتل عنصر واحد من الجيش السوري، وعنصر واحد من الفيلق الخامس في الحادثتين المنفصلتين.

وكانت أولى الحوادث التي وثقتها السويداء 24، يوم الأحد 1/3/2020، عندما لقي المواطن أنور جمال الزيلع حتفه إثر إصابته بطلق ناري بالرأس مصدره بندقية صيد، وسط ظروف غامضة، داخل منزله في قرية مفعلة بريف السويداء، وقد أشارت المعلومات الواردة من جيرانه والمصادر المحلية في القرية، إضافة لمصدر طبي، إلى أن الزيلع أقدم على الانتحار.

وفي يوم الثلاثاء 3/3/2020، لقي مواطن في مدينة السويداء حتفه، وأصيب 5 أخرين، نتيجة إطلاق نار من ثكنة عسكرية تابعة للجيش السوري، استهدف تجمع مواطنين على طريق قنوات بمدينة السويداء، على خلفية حالة توتر سببها احتفال عناصر رتل للجيش السوري بالرصاص، بين الأحياء السكنية، مما أدى لتطور الأحداث بعد سقوط إصابات من المدنيين، إذ وقع تبادل إطلاق نار بين مسلحين محليين وعناصر من الجيش. وكانت الحصيلة للأحداث، ضحية واحدة من المدنيين، هو المواطن مهدي فياض، و5 مصابين من المدنيين أيضاً، هم ليث ابو خليل طلق ناري بالفخذ، ورامي نعيم طلق ناري بالساق، ومنيار الحكيم طلق ناري بالساق، وليث ابو مغضب طلق ناري بالظهر، وايهم الشاهين اصابة طفيفة.

أما يوم الخميس 5/3/2020، أصيب 3 أشخاص بجروح متفاوتة، في قرية البثينة بريف السويداء الشمالي الشرقي، إثر وقوع تبادل إطلاق نار بينهم بسبب خلافات سابقة، مما أدى لإصابة داني النجم من جهة، وحاتم ريدان الصحناوي وشقيقه سليم من جهة أخرى، وقد نقل المصابين إلى المستشفى، وكانت إصاباتهم متفاوتة بين رصاص وشظايا.

وإلى يوم الثلاثاء 10/3/2020، لقي المواطن معين حديفة، مصرعه في ظروف غامضة إثر تعرضه لإطلاق نار، حيث وجدت جثته قرب مدافن كناكر غربي مدينة السويداء، مصاباً بطلق ناري بالرأي، وقد ألقت الشرطة القبض على أحد أقاربه، بعد اتهامه بارتكاب جريمة القتل. كذلك يوم الثلاثاء ذاته 23 أذار، لقي المواطن ريدان الخطيب حتفه، إثر تعرضه لإطلاق نار من مسلحين مجهولين حاولوا خطفه، أثناء تواجده في الأراضي الزراعية للعمل فيها غربي بلدة الثعلة، بمحاذاة ريف درعا الشرقي، حيث أنه أصيب بجروح بالغة أدت لوفاته.

يوم الأربعاء 11/3/2020، عثر مواطنون على الشاب طارق منذر مقتولاً داخل سيارته، إثر إصابته بطلق ناري بالرأس في ظروف غامضة، في حي الخريج بمدينة السويداء، وقد أعلنت الأجهزة الأمنية لاحقاً أنها القت القبض على المتهم بقتله، وأحالته للتحقيق. وفي يوم الخميس 12/3/2020، أصيب الشاب محمد أنور الشومري من مدينة صلخد برصاصة في صدره، بظروف غامضة، حيث نقل إلى العناية المشددة في مستشفى المدينة، وقد أفاد أحد المقربين منه، أن محمد أصاب نفسه برصاصة بالخطأ، من مسدس كان بحوزته داخل منزله ولا يزال يقبع في المستشفى.

بتاريخ الأربعاء 25/4/2020، عثر مواطنون على جثة شخص مكبل ومقتول في ظروف غامضة، قرب قرية بريكة شمال مدينة السويداء، وقد كشفت مصادر أمنية ومحلية، أن الجثة تعود للمواطن شاهر محمد العليان، الذي ينحدر من قرية المنصورة بريف السويداء، وهو من أبناء عشائر المحافظة، وذلك بعدما أعلن ذوو العليان عن فقدانه بظروف غامضة في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء 24 أذار، حيث عثر أهالي بلدة المزرعة على دراجته النارية ملقاة على قارعة الطريق، بجانب كلية الزراعة أمام مركز الحبوب، وقد أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى أن وفاة العليان ناجمة تعرضه لعمليات تعذيب قاسية، موضحاً أن جثته كانت مكبلة الأيدي عندما تم العثور عليها، ومرمية في حفرة ردمت بالحجارة، مما يشير إلى أنه تعرض لعملية خطف وتصفية.

أما يوم الخميس 26/3/2020، لقي 4 عناصر من فصيل محلي مسلح حتفهم، وأصيب 3 أخرون بجروح متفاوتة، إثر إطلاق نار تعرضوا له من عناصر الجيش السوري في نقطة تفتيش العيّن، جنوب المحافظة، تلاه اشتباك أدى أيضاً لمقتل عنصر من الجيش السوري، وكانت حصيلة القتلى 4 أشخاص من الفصيل المسلح المسمى عرمان مفتاح الحرايب، هم سند رشيد، وذوقان الدبيسي، ومازن نصر، وناصر رزق، كما أصيب من أفراد الفصيل 3 أشخاص هم بديع رشيد، وهادي رشيد، وفؤاد رشيد، فيما اعلن الجيش مقتل المجند فادي الحواس من عناصر الفرقة 15 أثناء الحادثة، وقد تضاربت الروايات حول المسبب حيث اتهم الجيش أفراد الفصيل بالمبادرة إلى مهاجمة الحاجز، بينما نفى بيان من الفصيل نيتهم الهجوم، وقال أن عناصر الجيش بادروا بإطلاق النار على إحدى سيارات الفصيل، ثم قاموا بتصفية الجرحى بعد إصابتهم، وقد بث الفصيل تسجيلات صوتية تثبت أن القتلى الأربعة كانوا مصابين قرب الحاجز، وحاولوا الاستنجاد بأقاربهم لإسعافهم، قبل أن تتم تصفيتهم من قبل عناصر الحاجز، بإطلاق النار من مسافة قريبة على رؤوسهم.

أبرز تطورات شهر أذار كانت في يوم الجمعة 27/3/2020، حيث شهدت بلدة القريّا جنوب السويداء، اشتباكات مسلحة وحوادث أمنية، أدت في مجملها لمقتل 16 شخص وإصابة 9 أخرين بجروح، بين مدنيين ومسلحين محليين من أبناء ريف السويداء الجنوبي، بالإضافة لمقتل مسلح من مدينة بصرى الشام وإصابة 3 مسلحين أخرين، وتقدم السويداء 24 توثيقاً شاملاً لمجرياتها حسب شهادات مصادر محلية مختلفة.

حيث بدأت الأحداث في ساعات الصباح، بعدما تسلل 3 مسلحون من الفيلق الخامس، يستقلون دراجة نارية، من جهة بصرى الشام باتجاه أراضي القريّا جنوب غرب السويداء، وأطلقوا النار على سيارة تقل 3 مدنيين من أبناء القريّا، بعدما حاولوا خطفهم، مما أدى لمقتل المواطن هشام شقير، وإصابة الشابين حازم الخطيب وخالد العوام بجروح، وعلى إثر الحادثة توجه مسلحون محليون وفصائل محلية من بلدة القريّا، إلى مكان مقتل المدني غربي البلدة، ثم تقدموا باتجاه الغرب لتمشيط المنطقة بحثاً عن المسلحين الثلاثة، وعند وصولهم إلى الأراضي المحاذية لريف درعا، وقعوا بكمين نصبه عناصر اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس الذي يعتبر من القوات الرديفة للجيش السوري، ويتزعم هذا اللواء أحمد العودة في بصرى الشام، حيث اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين المسلحين المحليين من جهة، والفيلق الخامس من جهة أخرى، واستمرت حوالي ساعتين، مما أدى لمقتل 7 أشخاص من السويداء في الساعات الاولى هم: حمودي أبو زهرة، وملهم زيتونة، ومهند زيتونة، وعلاء صعب، وجهاد حامد، ومهدي زين، ومطيع أبو هدير، كما أصيب 5 أخرون بجروح هم: حاتم زيتونة، وشادي ابو زهرة، وخالد نحلة، وفادي المعاز، وسامر العبدالله. بالمقابل قُتل عنصر واحد الفيلق الخامس يدعى عبد الرحمن الدوس، من مدينة بصرى الشام، وأصيب 3 عناصر بجروح متفاوتة، هم: صالح العيسى، وعبد اللطيف المقداد، ومحمد المقداد.

وقد شهد يوم الجمعة ذاته تزامناً مع التوتر غربي القريّا، محاصرة فصائل محلية منزل المدعو يحيى النجم داخل البلدة، وهو من المسؤولين عن عمليات الخطف، بعدما وجهوا له تهمة خطف شخصين من أبناء درعا، وقد حاول الاحتماء بمنزل أحد جيرانه، وجرت مفاوضات معه لتسليم نفسه، إلا أنه انتحر مفجراً قنبلة يدوية كانت بحوزته مما أدى لمصرعه، وقد تسبب الانفجار بمقتل الشاب خالد الصفدي، وإصابة الشابين جناح ونذير الصفدي بجروح، وهم من الذين كانوا متواجدين على الحادثة أثناء محاصرته.

وفي يوم السبت 28/3/2020، تداولت صفحات التواصل الاجتماعي صور لجثامين 6 أشخاص من أبناء السويداء، كانوا قد فقدوا أثناء اشتباكات الجمعة، وهم: علي شلهوب، وكرم مفرج، وتركي العواد، وسلمان شقير، وعصام الزاقوت، وعلاء جاسر. وقد اتهم أهالي بلدة القريا الفيلق الخامس بتصفيتهم بعد وقوعهم بالأسر خلال الاشتباكات، فيما ادعت مصادر من الفيلق الخامس عبر وسائل الإعلام، إن المقاتلين الستة سقطوا خلال الاشتباكات وسحب الفيلق جثامينهم وسلمها إلى مشفى بصرى الشام.

وكانت أخر حوادث العنف التي وثقتها السويداء 24 في شهر أذار المنصرم، ليلة السبت 28/3/2020، حيث لقي الشاب حسين رضوان حتفه في مدينة السويداء، إثر اصابته بطلق ناري بالرأس، وأصيب الشاب باسل الشومري، وذلك أثناء وقوع تبادل إطلاق نار، بين عناصر دورية أمن جنائي، ومجموعة شبان فتحوا النار على الدورية، بعد رفضهم الامتثال لقرار حظر التجول الجزئي، الذي تم اتخاذه لمكافحة انتشار وباء كورونا، وتشير المعلومات أن الضحية كان من بين الشبان الذين حدث الخلاف بينهم وبين الدورية، لكنه أقاربه قالوا أنه لم يطلق النار. بالمقابل أصيب عنصرين من فرع الأمن الجنائي بجروح إثر إطلاق النار.

يذكر أن السويداء 24 وثقت في شهر شباط/ فبراير 2020، مقتل 7 أشخاص من محافظة السويداء، وإصابة 7 أخرين بجروح، إثر حوادث عنف مختلفة، حيث كان جميع القتلى من المدنيين، إذ قتل 3 منهم في جرائم جنائية عرف الفاعل فيها، فيما أقدم شخص واحد على الانتحار، ولقي مواطن واحد مصرعه إثر خطأ باستخدام السلاح، إضافة إلى مقتل شخص واحد على يد مجهولين، ومقتل مدني أخر إثر انفجار لغم أرضي قرب ثكنة عسكرية.