أزمة الوقود تتفاقم في السويداء.. ماذا بعد حجة قناة السويس

خفضت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في السويداء، مخصصات السيارات العامة من 30 إلى 20 ليتراً بنزين كل 4 أيام، والسيارات الخاصة من 25 إلى 20 ليتراً كل 7 أيام، وحددت مخصصات الدرّجات النارية بـ 3 ليتر إسبوعياً.

وجاء إعلان المديرية، بعدما نفت قبل يوم واحد  تخفيض في كمية المخصصات الذي فرضته محطات الوقود قبل صدور قرار رسمي بذلك، وسط موجة غضب من السائقين الذين أكدوا عدم تعبئتهم الكمية كاملة.

وترافق القرار مع انخفاض في توريدات البنزين إلى محافظة السويداء، حيث أعلنت المحروقات في نشرتها اليومية وصول طلبين فقط إلى المحافظة، وسط اتهامات وجهها ناشطون للمسؤولين في الشركة بالتلاعب بالكمية الواردة للمحافظة، حيث أشارت الاتهامات إلى أن 3 طلبات تصل، ويتم توزيع 2 منها، والطلب المتبقي توزعه شركة المحروقات “بمعرفتها”.

ومع اشتداد أزمة المحروقات، باتت شوارع المحافظة اليوم شبه خالية ما عدا محطات الوقود التي تتجمع عندها السيارات قبل أيام من وصول الطلب، وقد تم تسجيل سرقة سيارة من إحدى الطوابير يوم الأمس، ناهيك عن الحوادث الأمنية وإطلاق النار.

وتلقّت السويداء 24 شكاوى وآراء عدد من السائقين المرهقين من السهر على محطات المحروقات والسعي لكسب لقمة العيش:

يقول أبو زيد، سائق سيارة عمومية خمسيني ومُعيل لأسرته، أنّه لم يعد يذق طعم الراحة في منزله، حيث يقضي الليل على دور البنزين أمام المحطة ليتمكن من تعبئة مخصصاته في صباح اليوم التالي ثم ينطلق ليبدأ بالعمل، ساعياً لتأمين لقمة عيشه.

مضيفاً، أنّ أزمة المحروقات المتصاعدة في البلاد تساهم في قطع أرزاقهم وإجهادهم حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم، إضافة إلى لعدم تقيّد أصحاب المحطات بالدور أثناء توزيع المحروقات، حيث تكون الأولوية لأصحاب الوساطات والرشاوة.

فيما بيّن علي، وهو شاب ثلاثيني يعمل في قيادة سيارة عمومية، أنّ انقطاع البنزين عن المحافظة ساهم بإيقاف الحياة فيها، حيث يعجز المعظم عن الوصول إلى أماكن عملهم، فيها يقضي أصحاب سيارات الأجرة وقتهم بانتظار دور البنزين.

مؤكداً، أنّ المخصصات قبل التخفيض لم تكن تكفي سيارته للعمل والآن أصبحت قليلة جداً، حيث سيضطر لاستجرار البنزين الحر المتوافر بشكل كبير في الأسواق دون ضبط للباعة، متهماً أصحاب محطات الوقود بالغش في العدادات لتقليل الكمية المُعبئة والمتاجرة بها.

هذا وانعكست أزمة المحروقات على كافة جوانب الحياة في سورية عموماً والسويداء خصوصاً، حيث ارتفعت أجور النقل العام في معظم خطوط النقل، وسط عجز الموظفين والطلاب عن الوصول إلى مكان عملهم نتيجة قلة توافر وسائط النقل.

يذكر أن الحكومة السورية ادعت قبل أيام أن مشكلة جنوح سفينة في قناة السويس بمصر أدت لتزايد أزمة الوقود، علماً أن الوضع في قناة السويس عاد لطبيعته بعدما انتهت مشكلة السفينة الجانحة وفق تقارير صحفية، فماذا ستكون ذريعة الحكومة الجديدة بعد قناة السويس، يتساءل مواطنون.