السويداء 24 تكشف ملف فساد جديد.. “لا محروقات دون دفع خوّة لشعب الحزب”

تحقيق خاص

كشفت السويداء 24، معلومات وتفاصيل عن آلية توزيع إعتمدتها الشعب الحزبيّة للمناطق الأربعة في المحافظة إضافة لقيادتها بمركز الفرع، تعمل على تقاضي أموال ورشاوى بالغة من أصحاب الكازيات، لقاء إيفاد محطات الوقود بالسويداء بمادتي المازوت والبانزين، مما فاقم معاناة المحافظة بحرمانها من الوقود طيلة سنوات، وأهمها التدفئة المنزليّة.

وأوضحت وثائق تنظيم الطلبات المفعّلة خلال أشهر متعاقبة، على أنّ محطات التعبئة الواردة أسماءها ضمن جداول الطلب تكررت خلال الفترة الأخيرة رغم التعليمات الواضحة من وزارة النفط والإدارة المحليّة، بتمكين وصول المحروقات لجميع المحطات، لتساعد على شمول كافة الخارطة السكانيّة وإيصال المحروقات للأهالي، إلّا أنّ لفرع الحزب كلمة الفصل، ويوصلها لمن يدفع “الخوّة” فقط من أصحاب تلك المحطات.!

مليون ونصف المليون خوّة مقابل كل طلب.!

مصدر خاص أفاد للسويداء 24، أن الشعب الحزبيّة توزّعت مهام جدولة الطلبات للكازيات المستحقّة، ومقابل كلّ صهريّج أو نقلة تورد لأحد الكازيات بالمحافظة، تتقاضى مبلغاً ثابتاً من أصحابها كان يقدّر بمليون لنقلة البانزين الواحدة، ومثله لنقلة المازوت، حتّى يستحقّ إيفاده بها.

لتأتي بعد ذلك آلية توزيع مادة البانزين عبر البطاقة وتحدّ من هيمنة الشعب وفرع الحزب، بنظام أتمتة المخصصات، ويقابلها فوراً رؤساء الشعب الحزبيّة، بزيادة التسّعيرة المعتمدة لصالحهم الشخصي لمادة المازوت، و رفعها إلى مليون ونصف المليون ليرة، لقاء حصول المحطات على نقلة واحدة من المادة، لكونها لم تشملها آلية الأتمتة.!

وعلمت السويداء 24 من مصدر في محافظة السويداء  أت أصحاب ومتضمني الكازيات، توجهوا إلى محافظ السويداء، بعدما إنهالت أحمال دافعي العمولات المليونيّة لصالح شعب حزب البعث، إذ قدّموا شكاوى عن ممارسات رؤساء تلك الشعب.

وطلبوا برفع يد رؤساء الشعب عن مهام توزيع الطلبات، ليقوم المحافظ همام دبيّات بتوجيههم إلى إدارة المنطقة، معتبراً بذلك إخلاء ليد فرع الحزب والشعب عن مصير محروقات المحافظة.

تهريب المازوت هو الأخطر.. مديريّة المحروقات شريكة.!

تواصلت السويداء 24 مع عدة مصادر معنية بملف المحروقات، مؤكدين أنّ أخطر ما في الأمر، هو تهريب مادة المازوت خارج السويداء، عبر تكاليف وهميّة صادرة عن مديريّة المحروقات بإدارة خالد طيفور، تعني بمازوت النقل والصناعي، حيث يتم إخراج كميات تقدرّ بمائة ألف ليتر يومياً فقط من محطة العنقود التابعة للمحروقات.

مبيّناً، أنّ أساليب التهريب لمادة المازوت، تصار على طلبات لأفران ومعامل وحافلات نقل غير مقيّدة على بطاقات أو أسماء، لتخرج بكميات هائلة يومياً وتتوجه إلى مناطق تعني بتصريف تلك الكميات من المازوت وتهريبه خارج المحافظة، من خلال طرق زراعية معدّة للتهريب وأشخاص تمنتهن تلك المهنة.!

وأرفق أسماء لمهربين، يأخذون من بيوتهم مراكزاً مجهّزة لتفريغ الحمولات من المازوت، و التي تصلهم عن طريق مديرية المحروقات، ونقلها لاحقاً إلى محافظة درعا جنوب غرب السويداء، كان من أبرز أولئك المهربين، شخصان يقطنان في بلدة الدور وآخر في قرية الثعلة غرب السويداء، وأخرين في بلدة المزرعة، بحسب المصدر.

وقد طالب أصحاب الكازيات، أن تعمل الجهات المعنية على كبح تلك الشخصيّات المسيئة لإستخدام مخصصات المحافظة والمنتفعة من المحروقات، متمثّلة بالشعب الحزبيّة وقيادتهم، ومديريّة المحروقات وإدارتها، علّ من ردعهم توفير المحروقات للأهالي وتخصيص محطات للوقود بعدد أكثر.

واقترحو أن تتولى إدارة التموين توزيع الطلبات لأصحاب الكازيات، وإرفاق جداول المستحيقن بشكل يومي، عوضاً عن جهتي الحزب وادارة المحروقات، لما شهدوه من فساد وانتهاك لحقوقهم وحقوق المحافظة بمواد المازوت والبانزين، وأيضاً إلغاء مفهوم التكاليف للمعامل والأفران وإدراجها تحت بطاقات مؤتمتة، منعاً للتلاعب والسرقات، برأي المصدر.!

الجدير بالذكر، أن أهالي محافظة السويداء عانوا على امتداد الفترات السابقة في فصل الشتاء، من شحّ المحروقات وخاصة مادة مازوت التدفئة، وعدم تحصيل مخصصات الأهالي من المادة، سوى لنصف الكميّة المحددة لكلّ عائلة، لتخرج الكثير من العائلات أيضاً بربع الكميّة وأخرى من دونها كليّاً، وتأتي سلوكيات وتجاوزات فرع الحزب وشعبه، مع شخصيات إداريّة لمديرية المحروقات، موضحة سبب تلك المعاناة.