السويداء: أزمة المياه تتفاقم والقادم أسوأ

بعد خروج تسعة آبار عن الخدمة في محطة الثعلة المغذية لمدينة السويداء، تفاقمت أزمة المياه في المدينة التي لم يعد يصلها إلا ربع احتياجاتها اليومية حالها حال بقية المدن والقرى في المحافظة. وسط مخاوف من انخفاض مناسيب المياه في السدود.

يقول مصدر مطلع إن مدينة السويداء لا يصلها إلا 3000 متر مكعب من المياه يومياً نتيجة الأعطال المتكررة في الآبار. إذ تحتاج أكثر من 12000 متر مكعب يومياً. مشكلة الأعطال التي لا تنتهي يرجعها مسؤولو المياه إلى مشاكل التيار الكهربائي والتكاليف العالية لإصلاح الآبار المعطلة وضعف السيولة المالية.

ورغم تقديم الحكومة السورية منحة مالية تبلغ 2 مليار ليرة لمؤسسة مياه السويداء في شهر أيار الفائت وتشكيل المحافظة لجنة مراقبة لمتابعة صرف المنحة تزايدت مشاكل الآبار. وتتركز الأعطال في المضخات الغاطسة بسبب الجهد غير المنتظم للتيار الكهربائي في معظم الأحيان. والحديث هنا يدور عن فساد يضرب المؤسسة في ملف صيانة المضخات الغاطسة.

المسؤولون في الحكومة من وزير المياه إلى المحافظين السابق والحالي قدموا وعوداً كثيرة بواقع أفضل وشكلوا اللجان وعقدوا الاجتماعات دون أي نتيجة. مع أن أسباب المشكلة وحلولها معروفة للقاصي والداني، إما بتوفير خطوط كهرباء بجهد منتظم لشبكة الآبار، أو الاعتماد على الطاقة البديلة. لكن معاناة الأهالي من نقص المياه يبدو أنها أخر ما تفكر به الحكومة.

أمام ذلك الواقع المتردي، نقلت صحيفة الوطن عن مدير الموارد المائية أن سدود السويداء لا تزال بالحجم الميت للتخزين ولا يتجاوز حجم تخزين السدود الـ 11 التجميعية من أصل 18 سداً في السويداء 11 مليون متر مكعب كونه لم يحدث أي جريان بالأودية المؤدية للسدود حتى اليوم. لافتاً إلى أن تدني نسبة الأمطار سيؤثر في حجم التخزين ويؤدي لخفض مناسيب المياه في السدود التي تستثمرها مؤسسة المياه.

هنا لا بد من السؤال لماذا تُترك السويداء تعاني من أزمة المياه منذ سنوات عديدة ؟