حملة “إغاثة طارئة” إلى السويداء.. هل تصل ؟

بعد جمع عشرات الأطنان من المواد الغذائية، في حملة إغاثة اطلقتها لجنة التواصل الدرزية لعرب 48 بالأراضي المحتلة، تبدو حظوظ اللجنة ضعيفة في إمكانية إرسال المساعدات إلى السويداء.

اللجنة دعت أهل الجليل والكرمل والجولان المحتل، قبل اسبوعين. للمشاركة في “حملة إغاثة طارئة”، لجمع مؤون ومواد غذائية أساسية، وإرسالها إلى محافظة السويداء، عبر معبر القنيطرة، من خلال قوات الامم المتحدة. مشيرة إلى تردي الأوضاع المعيشية في سوريا، بسبب “المؤامرة الكونية”. واستجاب المئات في الأراضي المحتلة للمبادرة، بدافع إنساني، وجمعت الحملة في قرية بيت جن وحدها، 70 طناً من المواد الغذائية، وعشرات الأطنان في القرى المجاورة.

لجنة التواصل أعلنت أمس الجمعة، عن انطلاق “موكب الإغاثة الإنسانية” يوم الاثنين القادم، داعية الشيوخ والشباب لمرافقة الموكب. ولم تذكر اللجنة في دعوتها إن حصلت على الموافقات اللازمة لعبور القافلة إلى سوريا، إذ أن عبور قافلة من هذا النوع يتطلب موافقة السلطات السورية، والسلطات الإسرائيلية، ولا يكفي التنسيق مع الأمم المتحدة.

ورغم تأكيد اللجنة على موعد الإنطلاق، لكن مبادرات سابقة مُنعت من القيام بها، مثل زيارات دينية إلى سوريا، تشير إلى أن فرصة وصول قافلة المساعدات إلى السويداء ضعيفة. مصادر السويداء 24 أكدت عدم صدور موافقة من الجانب السوري لاستقبال المساعدات، حتى اليوم. وتقول مصادر في الأراضي المحتلة، أن السلطات هناك لم تتلقى أي طلب رسمي لإرسال المساعدات.

ليست المرة الأولى التي يطلق فيها أهل الجليل والكرمل حملة إغاثة، إنما تجري العادة على جمع مساعدات مالية، وإرسالها عبر دول مجاورة، وصولاً إلى السويداء. لكن لجنة التواصل أصرت على شراء المؤون والمواد الغذائية، من الأراضي المحتلة، رغم وجود ارتفاع كبير بالأسعار، مقارنة مع سوريا، وضعف إمكانية وصول المساعدات الغذائية لعدم وجود علاقات رسمية بين سلطات البلدين.

ويرأس لجنة التواصل لعرب 48، في الأراضي المحتلة، الشيخ علي معدي. وتضم رجال دين وناشطين فيما يسمونه مشروع التواصل العربي، ونظّمت سابقاً زيارات إلى دينية سوريا. الملفت أن اللجنة التي تعلن الولاء للأسد، اطلقت حملة الإغاثة، بعد أيام من انطلاق الاحتجاجات الشعبية في السويداء، المنددة بسياسات النظام. في حين أكد منظمو الاحتجاجات، عدم وجود أي تنسيق بينهم وبين اللجنة، مشددين أن لا دور لهم في الحملة على الإطلاق. وأمام هذه المعطيات كلها، يبقى الدافع الإنساني الذي يتميز به المجتمع المعروفي حاضراً، وتؤكد الصور ومشاهد الفيديو اندفاع الأهالي، في الجليل والكرمل لتقديم المساعدات.