ذيبين عنوان التآخي: اتفاق لعودة مهجري العشائر

عقد اتفاق بين أهالي بلدة ذيبين، جنوب غربي السويداء، من الدروز وعشائر البدو، يقضي بعودة العشائر إلى منازلهم في البلدة، بعد سنوات من نزوحهم. واستثنى الاتفاق، المشتبه ضلوعهم في جريمة أدت لسقوط ضحايا مدنيين من البلدة.

ونزح جميع عشائر البدو من ذيبين صيف 2017، بعد استهداف مسلحين مجهولين، سيارة تقل عدة مدنيين من أهالي البلدة في محاولة لخطفهم. وخشية من ردود فعل انتقامية، نتيجة شكوكٍ غير مؤكدة، بتورط بعض الأشخاص من بدو ذيبين في الجريمة، نزح البدو حينها إلى درعا، وتعرضت بيوتهم لحرق وتخريب، في حوادث انتقامية، رفضها أهالي ذيبين.

وساطات اجتماعية ودينية صاغت الورقة خلال الأسابيع الماضية، توافق عليها ابناء ذيبين، من الدروز والبدو، وتتيح للفريق الأخير العودة إلى البلدة. الورقة تتضمن عدة تفاهمات منها: أن لا يعود الذين وقعت عليهم شبهة قتل مدنيين من البلدة عام 2017، وأن لا يأويهم ويستقبلهم أي شخص من البدو العائدين، والمشتبه بهم من عائلتي الشلح والطميش، في حين لا مانع من عودتهم إذا اثبتوا براءتهم أمام القضاء السوري.

ومن بين التفاهمات التي وافق عليها الجانبين، عدم الادعاء الشخصي من عشائر البدو أمام القضاء، على ما جرى من حرق وتخريب لمنازلهم، وأن يتعايش البدو العائدين إلى منازلهم، حسب أعراف وعادات أهالي ذيبين من كافة الجهات، مع التأكيد على عدم إثارة الفتن التي تمس أمن المواطن وكرامته.

وقبل اسبوع، اجتمع ممثلون عن دروز ذيبين، وذوي الضحايا، مع ممثلين عن عشائر البدو الراغبين بالعودة، في قيادة الفيلق الأول التابع للجيش للسوري، ووقع الجانبان على الاتفاقية، بحضور قائد اللجنة الامنية والعسكرية في المنطقة الجنوبية اللواء مفيد حسن، حيث سعت الوساطات، أن تكون الدولة ضامنة للاتفاق بين الجانبين.

ويطوي الاتفاق بين دروز وبدو ذيبين، صفحة مؤلمة عاشتها البلدة، التي يتصف أهلها من الجانبين، بالتأخي والمحبة، بعد مساعي حثيثة بذلتها زعامات دينية واجتماعية، على رأسها: الأمير لؤي الأطرش، وسماحة شيخ العقل حمود الحناوي، وابو معتز بسام الأطرش، وابو شامل عزام خضر.

الأمير لؤي الأطرش، قال إن محافظة السويداء كانت ولا تزال بلد العيش المشترك، بين جميع المكونات. وأضاف: تعايش أهلنا وأجدادنا لمئات السنين على هذه الأرض، وما شهدته المحافظة والبلد بشكل عام خلال سنوات الحرب الماضية، لا يتحمل وزره عشيرة أو طائفة أو مكون بعينه، فالفاعل بما فعل، والقاتل والمجرم لا يمثل إلا نفسه، ولا سبيل لنا إلا أن نعيش متآخين ومتحابين لنتجاوز هذه المحنة القاسية، مع ضرورة أن ننبذ المسيء والمجرم، مهما كان انتماؤه.